للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتخذين عليها المساجد والسرج، ١، انتهى.

وأما قوله: "ولا يعدون من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالملائكة أنهم اتخذوهم أربابا من دون الله, فكيف يتجرءون على الاستشهاد على مذهبهم بقوله: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا} الآية [آل عمران: آية ٨٠] .

فالجواب أن يقال: إن دعوى من دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به ولجأ إليه ودعا الملائكة أنهم لا يتخذوه أربابا من دون الله ولا يعدون ذلك، لا تجدي هذه الدعوى شيئا، فإن الكفار كما تقدم بيان ذلك يزعمون ٢ أن الأنبياء والملائكة استقلوا بشيء من أفعال الربوبية، أو شاركوا الله في إيجاد شيء، أو إعدامه


١ أخرج الإمام أحمد في مسنده- ١/٢٢٩، وفي مواضع أخر-، وأبو داود في سننه- كتاب الجنائز- ٣/٥٥٨، والترمذي في سننه- أبواب الصلاة- ٢/١٣٦، والنسائي في سننه- كتاب الجنائز-٤/٩٤، ٩٥. وحسنه الترمذي، وتبعة العلامة الشيخ أحمد شاكر حيث قال في تحقيقه لسنن الترمذي: فهذا الحديث- على أقل حالاته- حسن، ثم الشواهد التي ذكرناها في تأييده ترفعه إلى درجة الصحة لغيره، إن لم يكن صحيحا بصحة إسناده هذا. اهـ. وهذا من الشيخ مبني على توثيقه لأبي صالح باذام مولى أم هانىء وإثبات سماعة من ابن عباس لورود هذا الحديث من طريقه عن ابن عباس.
والذي عليه المحققون من المحدثين ضعفه وعدم سماعة من ابن عباس. جزم بذلك شيخ الإسلام وعلم الأعلام أبو العباس ابن تيمية في كتابه "الرد على البكري- ص١٧. ط السلفية بمصر"وقد تقدم بحث هذا الحديث في هذه السلسلة.
٢ كذا في النسختين ولعلها "لم يزعموا ".

<<  <   >  >>