للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

........................................................................................................................................


للحديث بسنده: وهذا إسناد صحيح اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح٢/٤٩٥: "وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار ـ وكان خازن عمر ـ قال "أصاب الناس ... " فذكره اهـ.
وقد أعل الحديث بعلل منها: تدليس الأعمش.
وهذه العلة عليلة وذلك؛ لأن الأعمش وإن كان مدلسا فإن شيخه في هذا السند أبو صالح ذكوان بن عبد الله وقد قال الإمام الذهبي رحمه الله في الميزان في ترجمة الأعمش: "قلت: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدري به، فمتى قال: حدثنا، فلا كلام، ومتى قال: عن، تطرق إليه احتمال التدليس، إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال" اهـ، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين، وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم، إلا أننا لا نسلم بهذا في الأعمش مطلقا، بل إن كلام الذهبي فيه أعدل.
العلة الثانية: جهالة مالك الدار ـ خازن عمر ـ فقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل٨/٢١٣ وبيض له. وذكر عن أبيه: أن أبا صالح السمان روى عنه.
وكذا ذكره البخاري في التاريخ٧/٣٠٤ وبيض له وساق حديثه هذا.
وقال الهيثمي في المجمع٣/١٢٥: "....ومالك الدار لم أعرفه ... " وقال المنذري في الترغيب والترهيب٢/٤٢ ط المنبرية: " ... ومالك الدار لا أعرفه ... ".
قلت: وقد روى عنه غير أبي صالح السمان. ففي الطبراني ٢٠/٣٣ رواية عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن مالك الدار.
وقد أشار الحافظ ابن حجر في التهذيب٦/١٨٧ إلى أن عبد الرحمن بن سعيد من الرواة عن مالك الدار.
فارتفعت جهالة العين عنه بذلك كما هو مذهب جماعة من المحدثين. =

<<  <   >  >>