للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالجواب أن هذا من نمط ما قبله، وقد تقدم الكلام على جنسه، وفي سند روح بن صلاح المصري ضعفه ابن عدي، وتصحيح الحاكم لن١ يجدي شيئا٢، وقد تقدم عن أهل العلم أنه لما جمع المستدرك على الشيخين ذكر فيه من الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل والموضوعة جملة كثيرة، وقد روى فيه لجماعة من المجروحين في كتابه في الضعفاء انتهى.

وأما رواية الطبراني له، فيقال لهذا الملحد: كم في الطبراني من حديث يخالف هذا ويدل على وجوب التوسل بأسماء الله تعالى وصفاته وإنابة الوجوه إليه؟ فما أعمى عينك عنها! هل هناك شيء أعماها سوى الجهل والهوى؟ وقد تكلم


١ في الأصل، وطبعة الرياض "لان".
٢ هذا الحديث رواه الطبراني في الكبير ٢٤/٣٥١-٣٥٢، والأوسط من جهة روح بن صلاح ثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: "رحمك الله يا أمي ... " وذكر القصة.
قال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلا الثوري، تفرد به روح بن صلاح اهـ.
وقال الهيثمي في المجمع٩/٢٥٧: "وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح" اهـ.
فتبين أن الحديث معلول بروح ولا عبرة بتوثيق ابن حبان والحاكم لما علم من تساهلهما لذا عقب الهيثمي كلامهما بحكمه في الرجل فقال: "وفيه ضعف" وإضافة إلى ضعفه فإن قد تفرد به من بين أصحاب الثوري.

<<  <   >  >>