حق التسمية، أن يختار له أفضل الأسماء وأكرمها، لأن الأسماء تشحذ الهِمم على التأسي بالقدوة؛ ولذلك قال بعض العلماء خير ما يُختار الأسماء الصالحة، وأسماء الأنبياء والعلماء والفضلاء؛ لأنها تشحذ هِمّة المسمّى إلى أن يقتدي وأن يأتسي، قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري:(وُلِدَ لي الليلة ابناً سمّيته على اسم أبي إبراهيم) ، فسمّى إبراهيم على اسم أبيه؛ ولذلك قالوا: إنه يراعى في الاسم أن يكون اسماً صالحاً، ولا يجوز للوالدين أن يختارا الاسم المحرم، وهو الاسم الذي يكون بالعبودية لغير الله كعبد العزى، ونحو ذلك من الأسماء كعبد النبي، وعبد الحسين، ونحو ذلك من الأسماء المحرمة، التي يُعبّد فيها البشر للبشر، وإنما ينبغي أن يُعبّد العباد لله جل جلاله.
كذلك ينبغي أن يجنب الولد الأسماء القبيحة، والأسماء المذمومة، والممقوتة، والمستوحش منها، حتى لا يكون في ذلك إساءة من الوالدين للولد، قالوا: من حقه أن يُختار له أفضل الأسماء، وأحب الأسماء إلى الله ما كان بالعبودية لله كعبد الله، وعبد الرحمن، ونحو ذلك من الأسماء التي تكون مُصدّرة بالعبودية لله عز وجل.
وينبغي أن يُجنبه كذلك ما ذكره العلماء من الأسماء المكروهة، التي فيها شيء من الدّلال والميُوعة التي لا تتناسب مع خشونة الرجل، والعكس أيضاً فإن البنت يُختار لها الاسم الذي يتناسب معها دون أن يكون فيه تشبه بالرجال، وقد جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمّى بنته: عاصية، كما ذكر أبو داود -الإمام الحافظ-، وغيّر النبي صلى الله عليه وسلم اسمها إلى جميلة، وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام في أكثر من حديث أنه غيّر الأسماء القبيحة، فمن حق الولد على والديه إحسان الاسم ويكون اختيار ذلك للوالد، ولا حرج أن تختار الأم لابنها وابنتها، لا حرج في ذلك ولا بأس إذا اصطلحا بالمعروف.