ثم قال: الشافعي، رحمه الله، لا أعلم أنه تكلم في كتبه بشيء من هذا الفضول الذي قد أحدثوه، ولا أرى امتنع عن ذلك، إلا ديانة، وصانه الله لما أراد أن ينفذ حكمته.
ثم قال: هؤلاء المتكلمون، لا تكونوا منهم بسبيل، فإن آخر أمرهم يرجع إلى شيء مكشوف، ينكشفون عنه، وإنما يتموه أمرهم سنة، أو سنتين، ثم ينكشف، فلا أرى لأحد أن يناضل عن أحد من هؤلاء، فإنهم إن يهتكوا يومًا قيل لهذا المناضل: أنت من أصحابه، وإن طلبه يومًا طلبه هذا به لا ينبغي لمن يعقل أن يمدح هؤلاء.
ثم قال لي: تري داود هذا، لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم، لظننت أنه يكيد أهل البدع بما عنده من البيان والألة، ولكنه تَعَدَّى.