للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرآنية القرآن لا تثبت إلا بما ينهى ويوصل إلى اليقين، والقياس -هنا- لا يوصل إلى يقين١.

ولو كان للقياس اللغوي دور وتأثير في القراءة ما قرأ أبو عمرو -وهو أحد أعلام اللغة- "بارئْكم" بإسكان الهمزة، ولا قرأ مثلها: "يأمركم، يأمرهم، تأمرهم، ينصركم، يشعركم" كل ذلك بإسكان الراء المرفوعة عند غيره؛ إذ لا وجه لذلك عند أهل اللغة؛ ولذلك رد هذه الرواية سيبويه والمبرد وغيرهما.

وكذلك ما كان لابن عامر أن يقرأ "وكذلك زين لكثير من المشركين قتلُ أولدَهم شركائِهم"٢ بالفصل بالمفعول بين المضاف والمضاف إليه.

وما كان لأبي جعفر أن يقرأ: "ليُجزى قومًا بما كانوا يكسبون"٣ ببناء "يجزى" للمفعول ونصب "قومًا".

ولا لحمزة أن يقرأ: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ"٤ بخفض "الأرحام"؛ وذلك لأن كل هذه الأوجه يصعب على أهل اللغة أن يجدوا لأنفسهم فيها مخرجًا أو


١ راجع: "القراءات القرآنية" ص٩٥، ٩٦.
٢ الأنعام: ١٣٧.
٣ الجاثية: ١٤.
٤ النساء: ١.

<<  <   >  >>