للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي القصيدة الثانية يقول حافظ الملك "إدوارد":

"إدوارد" دمت ودام الملك في رغد ... ودام جندك في الآفاق منتصرا

هم يذكرونك إن عدوا عدولهم ... ونحن نذكر إن عدوًا لنا عمرا

كأنما أنت تجري في طريقته ... عدلًا وحلمًا وإيقاعًا بمن أشرا١

ومن شعر حافظ، المتورط في مدح الإنجليز، قوله في قصيدة للسلطان حسين كامل، حين ولى سنة ١٩١٤:

ووال القوم إنهم كرام ... ميامين النقيبة أين خلوا

لهم ملك على التايمز أضحت ... وليس لهم إذا فتشت مثل٢

ومن شعره المتورط كذلك في مدح الإنجليز، قصيدته في مقدم "مكمهون" التي يقول فيها سنة ١٩١٥:

أنت أطباء الشعو ... ب وأنبل الأقوام غايه

أنى حللتم في البلا ... د لكم من الإصلاح آيه٣

وطبيعي أننا لا نريد أن نشكك في وطنية حافظ، ونضاله من أجل الوطن، وإنما نريد فقط أن نقرر أن الرجل لم يكن صريح الوطنية دائمًا، ولم يكن واضع العداء للإنجليز في كل الحالات؛ فقد كان سلوكه في هذا السبيل يتشكل بظروفه ووضعه، مما اضطره إلى أن يداري حينًا، ويتقي حينًا، ويتورط فيما هو أقبح من المدارة والتقية في بعض الأحايين، ولذا كان مما يثير التساؤل أن نرى الإنجليز يتركونه آمنًا في مصر، على حين ينفون شوقيًا بضع سنين٤، أيام الحرب العالمية الأولى، ولذا أيضًا رأينا حافظًا يعود إلى مهاجمة الإنجليز والاحتلال حين فك من إسار الوظيفة وترك دار الكتب، كما رأيناه لا يجرؤ


١ المصدر السابق جـ١ ص٢٠.
٢ المصدر نفسه جـ١ ص٦٧-٧١.
٣ ديوان حافظ جـ٢ ص٨٢.
٤ أثار هذا التساؤل A.J> Abery Hafiz and Shauqui.

<<  <   >  >>