للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"غرض الأمة هو الاستقلال"، حيث يقول: "استقلال الأمة في الحياة الاجتماعية، كالخبز في الحياة الفردية، لا غنى عنه؛ لأنه لا وجود إلا به، وكل وجود غير الاستقلال مرض يجب التداوي منه، وضعف يجب إزالته، بل عار يجب نفيه.. استقلال الأمة عمن عداها، أو حريتها السياسية حق لها بالفطرة، لا ينبغي لها أن تتسامح فيه، أو أن تني في العمل للحصول عليه، بل ليس لها حق التنازل عنه لغيرها، لا بكله ولا بجزئه؛ لأن الحرية لا تقبل القسمة، ولا تقبل التنازل، فكل تنازل من الأمة عن حريتها -كلها أو بعضها- باطل بطلانًا أصليًّا، لا تلحقه الصحة بأي حال من الأحوال، فلا جرم مع هذا المبدأ المسلم به عند علماء السياسة أن قلت: إنه يجب على الأمة أن توجه كل قواها -بغير استثناء- للحصول على وجودها، أي الحصول على الاستقلال١..".

هذا، وقد كانت تلك الاتجاهات الأسلوبية الثلاثة، تتقاسم أقلام الناثرين


في مدرسة المنصورة الابتدائية، ثم في مدرسة الخديوية بالقاهرة، وانتهى من المرحلة الثانوية سنة ١٨٨٩. ثم التحق بالحقوق. وخلال دراسته في الحقوق تردد على الأزهر مع أستاذه الشيخ حسونه النواوي؛ ليقرأ له دروس الفقه التي كان يلقيها في الصباح الباكر، وأتم دراسة الحقوق سنة ١٨٩٤، وعين في النيابة. وفي سنة ١٨٩٧ سافر إلى سويسرا، "والتقى فيها بقاسم أمين، ومحمد عبده، وسعد زغلول"، واختلف إلى ما كان يلقي من محاضرات في جامعة جنيف ... ثم انتظم بعد عودته إلى مصر في سلك النيابة حتى سنة ١٩٠٥، فاستقال وعمل بالمحاماة، ثم أخرج الجريدة سنة ١٩٠٧، وشارك في الكفاح من أجل الجامعة التي افتتحت سنة ١٩٠٨ ... ثم عين مديرًا لدار الكتب خلال الحرب الأولى، ثم اختير مديرًا للجامعة بعد أن صارت حكومية سنة ١٩٢٥، وفي سنة ١٩٢٨ ترك الجامعة إلى وزارة المعارف، ثم ترك الوزارة، وعاد إلى الجامعة، ثم استقال بمناسبة أزمة طه حسين في عهد صدقي، ثم عاد بعد استقالة وزارة صدقي سنة ١٩٣٥، وظل في الجامعة إلى سنة ١٩٤١، فعين عضوًا بالشيوخ، وشارك في بعض الوزارات، ثم اختير رئيسًا للمجمع اللغوي، وظل كذلك إلى أن توفي سنة ١٩٦٣، اقرأ عنه في: الأدب العربي المعاصر في مصر لشوقي ضيف ص٢٥١، وفي المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر لأنور الجندي، وفي أدب المقالة الصحفية لعبد اللطيف حمزة جـ٦ ص٤٢، وما بعدها.
١ انظر: الأدب العربي المعاصر في مصر ص٢٥٧-٢٥٨.

<<  <   >  >>