للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المادة شاعرية الروح، تهدف إلى التسلية مثل "ورقة الآس" لأحمد شوقي، التي تأثر في مادتها "بألف ليلة"، وفي أسلوبها "بالمقامات"١. كما كانت أحيانًا أخرى اجتماعية المادة تأملية الروح، تهدف إلى الإصلاح، مثل "ليالي سطيح" لحافظ إبراهيم، التي تأثر في مادتها بالمقالات والأحاديث الاجتماعية والسياسية، ولكنه استلهم في أسلوبها المقامات، وبعض شخصيات التراث؛ حيث استخدم شخصية "سطيح"، وهو كاهن بني ذئب في الجاهلية، ليجري على لسانه ما يريد أن يقدم من آراء وتأملات٢.

على أن أهم هذه الأعمال القصصية المحافظة التي كانت تستلهم التراث، هو اللون الاجتماعي الغاية، المقامي الأسلوب، الروائي البناء، الذي يمثله "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحي٣، والذي يمكن أن يسمى "الرواية الاجتماعية المقامية"، باعتبار غايته وطابع أسلوبه.

"فحديث عيسى بن هشام" يمكن اعتباره رواية أخذت طريقًا تهذيبيًّا، يهدف إلى تبصير المواطنين بطائفة من عيوبهم ليعدلوا من سلوكهم، وعلى هذا يكون هذا العمل رواية تهذيبية ذات طابع اجتماعي، ويكون


١ الفن القصصي في الأدب المصري الحديث للدكتور محمود شوكت ص٥٤ وما بعدها.
٢ المصدر السابق ص٥١ وما بعدها، وتطور الرواية العربية للدكتور عبد المحسن بدر ص٧٧، وما بعدها.
٣ ولد في القاهرة سنة ١٨٥٨، وكان أبوه إبراهيم المويلحي يصدر مجلة مصباح الشرق التي كانت من أهم المجلات الأدبية؛ فنشأ محمد في بيئة أدب وصحافة، وقد تعلم في المدارس المدنية، كما كان يختلف إلى الأزهر، ويحضر دروس محمد عبده، وعمل في بعض دواوين الحكومة، وسافر إلى إيطاليا وفرنسا، وهناك ساعد الأفغاني ومحمد عبده في إصدار العروة الوثقى، وأتقن الفرنسية، وعاد بعد ثلاث سنوات إلى مصر، وعاون أباه في إخراج مصباح الشرق، وكان ينتشر بها حديث عيسى بن هشام على حلقات، ثم جمعها ونشرها في كتاب سنة ١٩٠٦، وعين مديرًا للأوقاف سنة ١٩١٠. وتوفي سنة ١٩٣٠.
اقرأ عنه في: الأدب المعاصر في مصر للدكتور شوقي ضيف ص٢٣٤، وما بعدها.

<<  <   >  >>