للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استطاع أن يكسب نفرًا من قادتهم، لا في جانب المحافظة والاتجاه إلى الماضي والإيمان بالجامعة الإسلامية، بل في جالنب الاعتدال والإنصاف، والإيمان بروائع التراث العربي، وأمجاد الماضي الإسلامي، حتى كفروا أخيرًا بما دعوا إليه أولًا من محلية ضيقة، وفرعونية منصرمة، وفرنجة تابعة١.

وإذا كان هيكل وطه حسين والعقاد يمثلون الاتجاه الغربي، في حدته أولًا ثم في اعتداله أخيرًا، فإن الرافعي وعزام والزيات٢ يمثلون الاتجاه المحافظ،


١ لقد عبر الدكتور محمد حسين هيكل عن العودة إلى الاعتدال والإنصاف، في مقدمة كتابه "في منزل الوحي".
٢ المراد مصطفى صادق الرافعي، وعبد الوهاب عزام، وأحمد حسن الزيات.
أما الرافعي، فقد ولد في بهتيم من قرى القليوبية سنة ١٨٨٠، ونشأ بطنطا حيث كان يعمل والده، وتنقل معه في دمنهور والمنصورة، فتعلم بمدرسة دمنهور الابتدائية، والمنصورة الابتدائية، التي نال منها شهادته، ثم أصيب بالصمم في تلك المرحلة، وقعدت به تلك العاهة عن مواصلة الدراسة الرسمية، فتفرغ للدراسة الحرة والتثقيف الذاتي، وعمل كاتبًا بمحكمة طلخا الشرعية سنة ١٨٩٩، ثم نقل إلى إيتاي البارود، فطنطا حيث ظل كاتبا بمحكمتها إلى آخر حياته، ولم يتجاوز الدرجة السادسة، ثم توفي سنة ١٩٣٧، ودفن بطنطا. "اقرأ عنه في "حياة الرافعي" لسعيد العريان".
وأما عزام فقد ولد في بلدة الشوبك بالجيزة في أول أغسطس سنة ١٨٩٥، وتعلم بالأزهر والقضاء الشرعي، واشتغل مدرسًا في كليات الشريعة واللغة العربية والآداب، وقد كان قد أوفد إمامًا في سفارة مصر بلندن، فاستغل وجوده في إنجلترا في تعلم الإنجليزية، وإعداد رسالته لنيل الدكتوراه، وكان موضوع رسالته "الشاهنامة"، وله رحلات كثيرة إلى تركيا والحجاز والعراق بالشرق، وإلى لندن وبروكسيل في الغرب، وقد عمل سفيرًا لمصر بالمملكة السعودية، وتوفي سنة ١٩٥٨، "اقرأ عنه في: النثر العربي المعاصر لأنور الجندي ص٧٢٥ وما بعدها".
وأما الزيات، فقد ولد في قرية كفر دميرة القديمة مركز طلخا سنة ١٨٨٥، وتلقى علومه في الأزهر عشر سنين، ثم انتقل إلى الجامعة القديمة، ثم علم في الفرير، حيث تعلم الفرنسية، ثم دخل مدرسة الحقوق الفرنسية، وأدى امتحانها في باريس، ثم عمل رئيسًا لقسم اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في القاهرة سنة ١٩٢٥، ثم عين أستاذًا للأدب العربي في المعلمين العالية ببغداد سنة ١٩٢٩، ثم عاد من العراق سنة ١٩٣٢، وأصدر الرسالة سنة ١٩٣٣، ثم عين رئيسًا لتحرير مجلة الأزهر، ثم مجلة الرسالة التي أصدرتها وزارة الثقافة، ونال جائزة الدولة التقديرية سنة ١٩٦٣، وظل عضوًا بالمجمع اللغوي، والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، إلى أن توفي سنة ١٩٦٨ "اقرأ عنه في: النثر العربي ص٦٥٥ وما بعدها".

<<  <   >  >>