للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد١"، ويهيم في "منزل الوحي٢"، كما بدأ الدكتور طه حسين يحوم "على هامش السيرة٣"، وإن بقي سنوات بعد ذلك أكثر من صاحبه افتنانًا بالغرب وإيمانًا به٤، ثم تبعهما -بعد سنوات- الأستاذ عباس العقاد، فشرع يجلو العبقريات الإسلامية، ويتغنى بالحضارة العربية، ويزداد إيمانًا بتلك الحضارة وأعلامها على مر السنين٥.

أما الاتجاه المحافظ الذي كان له السبق في المجال الفكري خلال الفترة السابقة، فقد أصبح في المحال الثاني، وراحت فكرته السياسية تتطور رويدًا رويدًا لتحل فكرة الجامعة العربية محل فكرة الجامعة الإسلامية٦، كما راح يقاوم بعنف دعوات أصحاب الاتجاه الأول، ويخوض معهم صراعًا فكريًّا٧، تؤججه السياسة والحزبية، والصحافة في كثير من الأحايين٨، لكنه استطاع آخر الأمر، أن يحد من غلواء أصحاب الاتجاه الغربي، بل


١ بدأ يكتب عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مقالات في: "السياسة الأسبوعية" منذ سنة ١٩٣٢، وأخرج كتابه حياة محمد سنة ١٩٣٥.
٢ أظهر هذا الكتاب سنة ١٩٣٦ بعد أن زار الأراضي المقدسة.
٣ بدأ طه حسين ينشر هذا الكتاب مقالات في "الرسالة" سنة ١٩٣٣، ثم أخرجه كتابًا بعد ذلك.
٤ تمثل في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" الذي صدر سنة ١٩٣٨.
٥ بدأ العقاد يكتب "العبقريات"، والتراجم والدراسات الإسلامية منذ سنة ١٩٤٢ حين أصدر "عبقرية محمد".
٦ انظر: في تطور فكرة الجامعة العربية: الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للدكتور محمد حسين جـ٢ ص٨٨ وما بعدها.
٧ اقرأ صورة من هذا الصراع في كتاب: "المعركة بين القديم والجديد" لمصطفى صادق الرافعي.
٨ مما يصور ذلك مثلًا أن ردود الرافعي على طه حسين حول "الشعر الجاهلي" نشرت في كوكب الشرق، لسان حال الوفد، نظرًا لدفاع "السياسة" عن طه حسين، وهي لسان حال الأحرار.

<<  <   >  >>