للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منفاه سنة ١٩٢٣ ١. ثم نطالع بعد تلك القصيدة مباشرة قصيدة أخرى في ذكرى مرور أربعين يومًا على وفاة سعد٢.. كما نطالع بعد ذلك في أواخر الديوان قصيدة ثالثة٣ في سعد أيضًا قالها العقاد بمناسبة زيارة الزعيم الوفدي لمدينة أسوان سنة ١٩٢٣.

وما نراه في الجزأين الثالث والرابع من ديوان العقاد الأول، نراه فيما صدر له بعد ذلك من دواوين، فنراه في "هدية الكروان"، قد جعل معظم الديوان لموضوعات تسير في خطه الشعري الحقيقي، بل قد جعل قسمًا كاملًا من الديوان لمناجاة طائرة الكروان، وعرض كثير من القضايا العاطفية والفكرية من خلال هذه النجوى، ومن ذلك قصيدة "اليوم الموعود" التي يقول فيها:

لي جنة يا يوم أجمع في يدي ... ما شئته من زهرها المتبسم

وأذوق من ثمراتها ما أشتهي ... لا تحتمي مني ولا أنا أحتمي

لم آس بين كرومها وظلالها ... إلا على ثمر هناك محرم

فكأنها هي جنة في طيها ... ركن تسلل من جحيم جهنم

أبدًا يذكرني النعيم بقربها ... حرمان مرؤود وعزة معدم

وأبيت في الفردوس أنعم بالمنى ... وكأنني من حسرة لم أنعم٤

ولكننا نرى في الديوان نفسه أن الشاعر قد أورد بعض التهاني والتقريظات٥، بل نراه ينظم قصيدة في وصف البيرة على لسان طفل، فيقول كلامًا دون مستوى العقاد، واتجاهه بمسافات ومسافات، وحسبنا أن نقرأ مطلع هذه القصيدة الذي يقول فيه:


١ انظر: ديوان العقاد ص٢٧٧-٢٨٠.
٢ انظر: ديوان العقاد ص٢٨١-٢٩٢.
٣ انظر: ديوان العقاد ص٢٤٧.
٤ انظر: "هدية الكروان" ص٤٨.
٥ من ذلك تهنئة لمكرم عبيد حين أجرى عملية جراحية، وتهنئة لحافظ جلال بمناسبة خطبته، ومنه تقريض لبعض الأدباء.

<<  <   >  >>