للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعراء ما كان عند الشعراء المحافظين من إفراط في الإسهام بالشعر من ميادين النضال دون رعاية -في كثير من الأحيان- لمقتضيات الفن ومتطلبات الشعر، حتى تحولت قصائد كثيرة إلى خطب منظومة، بل حتى تورط هذا الاتجاه المحافظ في شعر المناسبات وغرق فيه غرقًا.. أو يبدو أن المسألة كانت عدم نضج في الوعي بوظيفة الشاعر، وما يجب عليه نحو مجتمعه من التزام بقضاياه، واتخاذ موقف نضالي في سبيل تحقيق أمانيه، ولتمكينه من حياة أفضل، وليس ببعيد أن يكون الأمران معًا قد سببا هذه النزعة التي نأت بأغلب شعراء هذا الاتجاه عن الارتباط بقضايا مجتمعهم، ودفعتهم دفعًا إلى الهروب من الظلم، والقهر والفساد، بالانطواء والحزن والشكوى، لا بالمقاومة والتمرد والثورة.

هـ- أهم مصادر تلك الخصائص:

هذه هي أهم خصائص هذا الاتجاه، وليس من شك في أن كثيرًا منها قد أفاده شعراؤه من ثقافتهم الأجنبية التي وصلتهم بنتاج شعراء "الرومانتيكية" الغربيين، وبخاصة الإنجليز، وقد مضى ما يوضح صلتهم بشعر هؤلاء الشعراء، وإعجابهم به١، وقد تمثل تأثرهم بهؤلاء "الرومانتيكيين" في أكثر من جانب، كالاهتمام بموضوعي الطبيعة والحب٢، والاتجاه إلى موضوع الحنين


١ انظر: محمد عبد المعطي الهمشري لصالح جودت ص٣١، وعلي محمود طه للسيد تقي الدين "المقدمة" ص٦ و"الكتاب" ص٣٤، ٣٥، ورائد الشعر الحديث لمحمد عبد المنعم خفاجه جـ٢ ص٢٨١، ومجلة البعثة الكويتية عدد أبريل سنة ١٩٥٤، وانظر: الينبوع لأحمد زكي أبي شادي "المقدمة" صفحات: ح، ط، ي.
٢ عن اهتمام الرومانتيكيين بالطبيعة، انظر: الرومانتيكية للدكتور محمد غنيمي هلال ص١٣٢ وما بعدها. وانظر: الرومنطيقية، ومعالمها في الشعر العربي الحديث لعيسى يوسف بلاطة ص٥٧ وما بعدها، وعن اهتمامهم بالحب انظر: الرومانتيكية للدكتور محمد غنيمي هلال ص١٤٣ وما بعدها: وانظر: الرومنطيقية لعيسى يوسف بلاطه ص٦٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>