للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مواطن الذكريات١، والإكثار من الشكوى وبث الحزن٢، ثم في النزعة العاطفية المنطوية، والروح الهاربة على أجنحة الخيال٣، وأخيرًا في الثورة على الأساليب المحافظة، واصطناع أساليب مبتدعة٤.

وليس من شك أيضًا في أن بعض الخصائص الفنية لهذا الاتجاه، قد أفادها شعراؤه من صلتهم بنتاج الشعراء الرمزيين، وقد مضى أيضًا ما يوضح أن أعلام هذا الاتجاه "الابتداع العاطفي"، كانوا على صلة بشعر "بودلير" و"فرلين"٥. كذلك كان أحمد زكي أبو شادي يشيد بقيمة بعض الخصائص الرمزية في التعبير، ومن المأثور عنه قوله: "كلما سما الفن كان رمزيًا في بلاغته؛ لأنه بهذا الرمز يثير التفكير والتأمل، ويثير عواطف شتى مكنونة، ويحيي ذكريات، ويكون علاقات ذهنية ونفسية متنوعة بين صور الحياة"٦.

وكذلك كان الهمشري أيضًا يدرك القيمة الفنية لبعض الوسائل الرمزية، كالإبهام الرمزي الذي يقول فيه: "إنه أسمى ما يصل إليه الفكر العبقري في نواحي تعبيره"٧.


١ انظر: الرومانتيكية للدكتور هلال ص٥٩ وما بعدها، وانظر: الشعر المصري بعد شوقي لمحمد مندور الحلقة ٣ ص٧ وما بعدها، وانظر: الرومنطيقية لعيسى بلاطة ص٦١ وما بعدها.
٢ انظر: الرومانتيكية للدكتور محمد غنيمي هلال ص٣٦ وما بعدها، وانظر: مندور الحلقة ٣ص٤.
٣ انظر: الرومانتيكية لمحمد غنيمي هلال ص٥٠ وما بعدها، وانظر: الرومانطيقية لعيسى بلاطه ص٥٧ وما بعدها.
٤ انظر: الرومانتيكية لمحمد غنيمي هلال ص١٥٣ وما بعدها، وانظر: الرومانطيقية لعيسى بلاطة ص٧٧ وما بعدها، وفي الأدب والنقد لمحمد مندور ص١٠٨.
٥ مثل ناجي الذي ترجم أزهار الشر "لبودلير"، ومثل علي محمود طه الذي ذكر بودلير، وفرلين في "أرواح شاردة" حيث تكلم عن "بول فرلين" في ص٧ وما بعدها، وعن "شارل بودلير" في ص٢٠ وما بعدها.
٦ انظر: الشفق الباكي لأحمد زكي أبي شادي ص١٢١١.
٧ انظر: مجلة أبولو المجد الأول ص١٢٠٤ "عدد يونية سنة ١٩٣٣".

<<  <   >  >>