للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعراء الذي ينضمون تحت لوائه، ويسيرون في اتجاهه، وخاصة إذا نمي إليه أن تلك الحركة التي يتزعمها أبو شادي قد أقامها القصر لتحاربه١، ومن هنا هاجم العقاد ناجي هجومًا عنيفًا حين أخرج ديوانه الأول "من وراء الغمام"، واتهمه بالسرقة، والسطحية، والرخاوة.

وكان مما قاله: "وأظهر ما يظهر من سمات هذه المجموعة الضعف المريض والتصنع، فإن صاحبها كما يدل عليه كلامه من أولئك النوع الذي يفهمون أن "الرقة" ترادف البكاء، وأن الشاعر ينظم ليبكي ويشكو، فإذا هجره الحبيب بكى ... وإذا تناجى مع حبيبته قال لها: "هاتي حديث السقم والوصب"، إلى نحو ذلك من أعراض الرخاوة المريضة٢....".

وأماط طه حسين، فمعروف أنه أخرج من الجامعة في عهد صدقي، ولاقى كثيرًا من الاضطهاد على يد وزير معارفه حينذاك حلمي عيسى٣، وقد وجد طه حسين أنا أبا شادي قد تورط في التودد إلى صدقي، كما وجده هو وبعض "جماعة أبولو"، قد زاروا حلمي عيسى في الوزارة ومدحوه، طالبين منه رعاية مجلتهم وتشجيع حركتهم٤، فسخط طه حسين على أبي شادي، ومن يلوذون به، واتخذ هذا السخط عدة مظاهر، منها مبايعة العقاد بإمارة الشعر٥، ومنها الهجوم على ما صدر من دواوين لشعراء هذا الاتجاه الذي


١ انظر: جماعة أبولو لعبد العزيز الدسوقي ص٤٩٤.
٢ انظر: مقال العقاد في جريدة الجهاد عدد ١٢ يونيه سنة ١٩٣٤.
٣ أخرج طه حسين من الجامعة سنة ١٩٣٢، ثم أعيد سنة ١٩٣٦ "انظر: الهلال عدد أول فبراير سنة ١٩٦٦".
٤ اقرأ تفصيل هذه الزيارة في مجلة أبولو المجلد الثالث ص٥ وما بعدها.
٥ كانت تلك المبايعة في حفل تكريم أقامة الشباب الوفدي للعقاد بمناسبة فوز نشيده القومي، وكان ذلك الحفل في ٢٧ أبريل سنة ١٩٣٤.
واقرأ حديث طه حسين في: الجهاد عدد ٢٩ أبريل سنة ١٩٣٤، وقد ختم طه حسين هذا الحديث بقوله: "ضعوا لواء الشعر في يد العقاد، وقولوا للأدباء والشعراء: أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء، فقد رفعه لكم صاحبه".

<<  <   >  >>