للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القصص استقرارًا، ووهبته قوة، حتى احتل -منذ هذه الفترة- منزلة في الأدب الحديث، بعد أن كان بعض الكتاب في الفترة السابقة يستحي أن يضع اسمه على عمل قصصي، كما حدث للدكتور محمد حسين هيكل حين نشر "زينب" لأول مرة١.

وكان من مظاهر هذا الاستقرار، نمو القصة القصيرة ونضجها وتحدد ملامحها؛ حتى صارت كائنات قويًّا يوشك أن يدافع بقية الكائنات الأدبية الأخرى، وكان ذلك بفضل جيل من الرواد الذين اهتموا بالقصة القصيرة، وأوشكوا أن يوقفوا نتاجهم عليها، من أمثال عيسى عبيد وشحاته عبيد، ومحمود تيمور ومحمود طاهر لاشين٢. كما أسهم في هذا الفضل بعض الكتاب المرموقين ممن كان لهم نشاط كبير في ميادين عديدة من ميادين الأدب، مثل إبراهيم المازني وتوفيق الحكيم٣، كما أسهم في هذا الفضل بعض شباب الأدب في ذلك الحين، ممن سيكون لهم شأن كبير في الفن القصصي بعد ذلك، مثل نجيب محفوظ٤.

كذلك كان من مظاهر هذا الاستقرار للفن القصصي -في هذه الفترة- نمو الرواية الفنية أيضًا؛ حيث كثرت الأعمال الروائية الجيدة، وتعددت


١ كان ذلك سنة ١٩١٢، وقد كتب المؤلف على الرواية: "زينب: مناظر وأخلاق ريفية -بقلم فلاح مصري".
٢ أخرج عيسى عبيد في هذه الفترة مجموعة "إحسان هانم" سنة ١٩٢١ وأخرج شحاته عبيد مجموعة "درس مؤلم" سنة ١٩٢٢، وأخرج محمود تيمور تسع مجموعات قصصية تبدأ "بالشيخ جمعة"، وتنتهي "بفرعون الصغير"، وأخرج
محمود طاهر لاشين مجموعتين هما "سخرية الناي" سنة ١٩٢٦ و"يحكى أن"
سنة ١٩٢٩.
٣ أخرج المازني في هذه الفترة ثلاث مجموعات هي: "صندوق الدنيا" سنة ١٩٢٢٩ و"خيوط العنكبوت" سنة ١٩٣٥، ثم "في الطريق" سنة ١٩٣٧. أما الحكيم فأخرج مجموعة "عهد الشيطان" سنة ١٩٣٨.
٤ أخرج نجيب في هذه الفترة مجموعة "همس الجنون" سنة ١٩٣٨.

<<  <   >  >>