للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العربي، وهو سنة ١٢٩٦، وفي ذلك يقول في ركاكة، وتهافت لا تغني عنهما حلية التأريخ:

أعد لي ذكر من وعت الإمارة ... لأجمعهم، وما احتاجت أمارة

منار الفضل إن دعت الدواعي ... سراة الملك أركان الإدارة

لهم في كل ناشئة ثبات ... وتدبير به ازدهت الوزارة

هم البصراء حيث تكون شورى ... لأنواع لهم فيها استشارة١

وهو أيضًا يمدح النبي صلى الله عليه وسلم، فيثقل القصيدة بألوان من الجناس توشك أن تقحم هذه الحلية البديعية بين كل كلمتين، وهذا في تكلف وتعسف يتنافى مع روح الشعر، وفي ذلك يقول:

حادى العيس نحو سربى سربى ... عل يوما ينال فيه العلاء

واحدها وحدها ودعني ووجدي ... إذ لأشجانها يهبج الحداء

وتمسك بطيب طيبة وانزل ... بحمىً تحتمي به الأنبياء

يا حياة النفوس حبك حسبي ... ولدائي العضال نعم الدواء

أولني ما به تلافي تلافي ... أنا ممن له إليك التجاء

إنّ في الظن أن يقيني يقيني ... من لظى، حيث في غد بي يجاء٢

ثم هو بعد ذلك يقول بعض النماذج القليلة التي لا تعتمد على الألغاز، ولا التأريخ ولا المحسنات مع اشتمالها على روح الشعر، ومن هذه النماذج القليلة قوله يصف كأسًا أهديت إليه:

أهدى الحبيب لمن أحب ... قدحًا تحلى بالذهب

لو أفرغت فيه الطلا ... لأطل ينظره الحبب

قد راق منظر حسنه ... ودعا له داعي الطرب

لما نظرت لشكله ... في رسم تيجان العرب

قبلته وقبلته ... ووعدته بنت العنب٣


١ انظر: المصدر السابق ص١٠٩.
٢ انظر: المصدر السابق ص٨-٩.
٣ المصدر نفسه ص٢٠.

<<  <   >  >>