للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صبري١، وعائشة التيمورية٢، وإن كان البارودي أوضح الجميع أخذًا بهذا الاتجاه الجديد؛ فهو أقواهم شاعرية، وأعلاهم قامة، وأغزرهم نتاجًا، وأبعدهم عن التقليدية التي غلبت على كثير من شعراء تلك الفترة، ومن هنا يعتبر البارودي -بجدارة- رائد هذا الاتجاه الذي اتجه بأسلوب الشعر، إلى الأسلوب القديم المشرق الحي، البعيد عن التهافت والتستر بالمحسنات، فهو مؤسس الاتجاه المحافظ البياني في الشعر الحديث، وليس المراد بالمحافظة أي لون من التقليدية أو المحاكاة بمعناها الرديء، الذي تلغى معه الشخصية أو تغلق العيون، والمشاعر عما يحيط بالشاعر ويمس نفسه، وإنما المراد بالمحافظة اتخاذ النمط العربي المشرق مثلًا أعلى في الأسلوب الشعري، وهذا النمط تمثله تلك النماذج الرائعة من الشعر، التي خلفها قمم الشعراء في عصور الازدهار


١ ولد بالقاهرة سنة ١٨٥٤ لإحدى الأسر المتوسطة، وتعلم بمدرسة المبتديان، ثم بمدرسة الإدارة ثم أرسل في بعثة إلى فرنسا حيث نال ليسانس الحقوق من كلية إكس سنة ١٨٧٨، وتنقل بعد عودته في مناصب القضاء، ثم عين محافظاً للإسكندرية، ثم رقي وكيلًا لوزارة العدل بعد ثلاث سنوات، وظل بهذا المنصب حتى أحيل إلى المعاش سنة ١٩٠٧، وكان منذ حداثته مولعًا بالأدب والشعر، فلما أتيحت له فرصة الفراغ من المناصب الرسمية خلص لشعره، وفنه حتى توفي سنة ١٩٢٣، وقد خلف ديوانًا.
اقرأ عنه: شعراء مصر، وبيئاتهم للعقاد، وفي الأدب الحديث لعمر الدسوقي، والأدب المعاصر في مصر للدكتور شوقي ضيف.
٢ ولدت بالقاهرة سنة ١٨٤٠ في بيت الأسرة التيمورية، ووالدها إسماعيل تيمور باشا، كان يرأس القلم الأوروبي في ديوان الخديوي، ثم كان رئيسًا للديوان الخديوي كله، وتلقت مختلف العلوم العربية في بيت الأسرة على كبار الأساتذة، كما تعلمت الفارسية والتركية، وقد اتجهت إلى الأدب والشعر في سن مبكرة، ولكن الحياة الزوجية ومسئولية الأمومة عوقتها حينًا، ثم ما لبثت أن انصرفت إلى هوايتها بعد وفاة زوجها، واضطلاع ابنتها بشئون البيت، وقد ظلت تكتب الشعر بالعربية والفارسية، حتى توفيت سنة ١٩٠٢، وقد خلفت ديوانًا في كل من اللغتين.
اقرأ: الترجمة التي كتبها لها حفيدها أحمد كمال زاده في صدر ديوانها، واقرأ عنها الأبحاث التي كتبتها الدكتورة بنت الشاطئ، والدكتورة سهير القلماوي والقصاص محمود تيمور ابن أخيها.

<<  <   >  >>