قلت: وَاخْتلف فِي طَرِيق عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ -رَحِمَهُ الله- فَمنهمْ من قواه وَمِنْهُم من ضعفه فقد ذكره ابْن كثير فِي الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة١/ ٥٤-٥٥ فَقَالَ: "فصل وَقد اخْتلف النَّاس فِي تَفْصِيل الْمَلَائِكَة على الْبشر على أَقْوَال -وَذكر الْخلاف- إِلَى أَن قَالَ وَأحسن مَا يسْتَدلّ بِهِ فِي هَذِه الْمَسْأَلَة من رَوَاهُ عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَرْفُوعا وَهُوَ أصح، قَالَ: "لما خلق الله الْجنَّة قَالَت الْمَلَائِكَة يَا رَبنَا اجْعَل لنا هَذِه نَأْكُل مِنْهَا وَنَشْرَب فَإنَّك خلقت الدُّنْيَا لبني آدم فَقَالَ الله: لَنْ أَجْعَلَ صَالِحَ ذُرِّيَّةِ مَنْ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ كَمَنْ قُلْتُ لَهُ: كن فَكَانَ".ذكره أَحْمد شَاكر فِي تَخْرِيجه على شرح الطحاوية ص"٢٤١" معقبًا على الشَّارِح فِي إعلاله فَقَالَ: وَلَكِن الحَدِيث رَوَاهُ عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ فِي كتاب الرَّد على بشر المريسي ص"٣٤" بِإِسْنَاد صَحِيح مطولا -وَذكر إِسْنَاد الدَّارمِيّ ثمَّ قَالَ: وَهَذَا إِسْنَاد لَا مغمز فِيهِ، وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ الْحَافِظ ابْن كثير فِي التَّارِيخ١/ ٥٥ مُخْتَصرا من رِوَايَة عُثْمَان بن سعيد وَأَشَارَ إِلَى صِحَّته".وَتعقبه الألباني فِي تَخْرِيجه على شرح الطحاوية ص"٣٤٢" فضعفه.وَيُمكن القَوْل بِأَن أجمع مَا قيل فِي إِسْنَاد عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ هُوَ مَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي كتاب الْعُلُوّ ص"٤٧"؛ حَيْثُ قَالَ: "وَصَحَّ إِلَى عبد الْوَارِث قَالَ: قَالَ عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ فِي كتاب النَّقْض على بشر المريسي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثمَّ ذكره بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: إِسْنَاد صَالح".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute