للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذِهِ الْآثَارِ وَقَدْ صَحَّتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَاظُهَا بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، ناقضة١ لمذاهبك وتفاسيرك، وَقد تَدَاوَلَتْهَا أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ وَتَنَاسَخُوهَا، يُؤَدِّيهَا الْأَوَّلُ إِلَى الْآخِرِ وَالشَّاهِدُ إِلَى الْغَائِبِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، ليقرعوا بهَا رُؤُوس الْجَهْمِيَّةِ٢ وَيُهَشِّمُوا بِهَا أُنُوفَهُمْ، وَيَنْبُذُ٣ تَأْوِيلَكَ فِي حَشِّ أَبِيكِ، وَيُكْسَرُ فِي حلقك كمن كُسِرَ فِي حُلُوقِ مَنْ كَانَ فَوْقَكَ مِنَ الْوُلَاةِ وَالْقُضَاةِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ فَوْقِكَ، مِثْلَ ابْنِ أبي دؤاد٤ وَعبد الرَّحْمَن٥


١ فِي ط، س، ش "مناقضة لمذاهبك".
٢ الْجَهْمِية، تقدّمت ص"١٣٨".
٣ فِي ط، س، ش "وينبذوا".
٤ هُوَ أَحْمد بن أبي دؤاد القَاضِي، جهمي بغيض، قل مَا روى، قَالَ الْخَطِيب: ولي الْقَضَاء للمعتصم والواثق، وَكَانَ مَوْصُوفا بالجود وَحسن الْخلق ووفور الْأَدَب، غير أَنه أعلن بِمذهب الْجَهْمِية وَحمل النَّاس على امتحان النَّاس بِخلق الْقُرْآن، وَقَالَ النديم: كَانَ من كبار الْمُعْتَزلَة مِمَّن جرد فِي إِظْهَار الْمَذْهَب والذب عَن أَهله بِهِ، وَهُوَ من صنائع يحيى بن أَكْثَم، وَهُوَ الَّذِي وَصله بالمأمون، ثمَّ اتَّصل بالمعتصم، فَكَانَ لَا يقطع أمرا دونه، توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ من فالج أَصَابَهُ بِتَصَرُّف من لِسَان الْمِيزَان ١/ ١٧١، وَانْظُر: تَارِيخ بَغْدَاد بترقيم مُحَمَّد أَمِين الخانجي ٤/ ١٤١-١٥٦ ووفيات الْأَعْيَان بتحقي د. إِحْسَان عَبَّاس ١/ ٨١-٩١ والأعلام للزركلي ١/ ١٢٤.
٥ عبد الرَّحْمَن بن كيسَان أَبُو بكر الْأَصَم فَقِيه معتزلي، مُفَسّر قَالَ ابْن المرتضى: كَانَ من أفْصح النَّاس وأفقههم وأورعهم، خلا أَنه كَانَ يُخطئ عليًّا رَضِي الله عَنهُ فِي كثير من أَفعاله ويصوب مُعَاوِيَة فِي بعض أَفعاله، وَله تَفْسِير الْأُصُول، ومناظرات مَعَ ابْن الْهُذيْل العلاف، وَقَالَ ابْن حجر: هُوَ من طبقَة ابْن الْهُذيْل، وأقدم مِنْهُ، قَالَ القَاضِي عبد الْجَبَّار: كَانَ جليل الْقدر يكاتبه السُّلْطَان، توفّي سنة ١٢٦، انْظُر: فرق وطبقات الْمُعْتَزلَة لعبد الْجَبَّار الْهَمدَانِي، تَحْقِيق على النشار وعصام الدَّين مُحَمَّد ص"٦٥"، ولسان الْمِيزَان ٣/ ٤٢٧، والأعلام للزركلي ٣/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>