للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَشُعَيْبٍ١ بَعْدَهُ، وَغَسَّانَ٢ وَابْنِ رَبَاحٍ الْمُفْتَرِي٣ عَلَى الْقُرْآنِ.

فَإِنْ كُنْتَ تَدْفَعُ هَذِهِ الْآثَارَ بِجَهْلِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِي الْقُرْآنِ، وَكَيْفَ تَحْتَالُ لَهُ؟ وَهُوَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، نَاقِضٌ لِمَذْهَبِكَ، وَمُكَذِّبٌ لِدَعْوَاكَ حَتَّى بَلَغَنِي عَنْكَ مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ الْمُعَارِضِ أَنَّكَ قُلْتَ: مَا شَيْءٌ أَنْقَضُ لِدَعْوَانَا مِنَ الْقُرْآنِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا سَبِيلَ لِدَفْعِهِ إِلَّا مُكَابَرَة بالتأويل.


١ شُعَيْب بن سهل بن كثير الرَّازِيّ، أَبُو صَالح الملقب شعبويه، قَاض من الْجَهْمِية يَقُول بِخلق الْقُرْآن وَنفي الصِّفَات والرؤية وينتقص أهل السّنة، ولي قَضَاء الرصافة فِي أَيَّام المعتصم، وَكتب على بَاب مَسْجده: "الْقُرْآن مَخْلُوق" فأحرقت الْعَامَّة بَابه سنة ٢٢٧ وَنهب بَيته، وَقَالَ الْبَغْدَادِيّ: هُوَ أول قَاض أحرق بَابه، وانتهب منزله فِيمَا بلغنَا، وعزل من الْقَضَاء سنة ٢٢٨هـ، وَذكر أَنه توفّي سنة ٢٤٦هـ، انْظُر: تَارِيخ بَغْدَاد ٩/ ٢٤٣، ولسان الْمِيزَان ٣/ ١٤٧، والأعلام للزركلي ٣/ ١٦٦-١٦٧.
٢ الرَّاجِح أَنه غَسَّان الْكُوفِي المرجئ، زعم أَن الْإِيمَان هُوَ الْمعرفَة بِاللَّه تَعَالَى وبرسوله والأقرار بِمَا أنزل الله، مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُول دون التَّفْصِيل، وَالْإِيمَان يزِيد ولاينقص قَالَ الشهرستاني: "وَمن العجيب أَن غَسَّان كَانَ يَحْكِي عَن أبي حنيفَة -رَحمَه الله- مذْهبه ويعده من المرجئة وَلَعَلَّه كذب" وَإِلَيْهِ ينْسب الغسانية من المرجئة انْظُر: الْملَل والنحل للشهرستاني تَصْحِيح وَتَعْلِيق الشَّيْخ أَحْمد فهمي ط، الأولى ١/ ٢٥٥، وَالْفرق بَين الْفرق للبغدادي ط. الثَّالِثَة ص"١٩١".
٣ أَحْمد بن رَبَاح من الْجَهْمِية، ذكر ابْن الْجَوْزِيّ أَن المتَوَكل أَمر بِمَسْأَلَة الإِمَام أَحْمد عَمَّن يتقلد الْقَضَاء، فَسئلَ عَن أَحْمد بن رَبَاح فَقَالَ فِيهِ: إِنَّه جهمي مَعْرُوف بذلك، وَإنَّهُ إِن قلد شَيْئا من أُمُور الْمُسلمين كَانَ ضَرَرا على الْمُسلمين تَحْقِيق وَتَعْلِيق د. عبد الله التركي، ومقابلة وَتَصْحِيح د. على مُحَمَّد عمر, ط الأولى، الْبَاب الثَّالِث وَالْعشْرُونَ ص"٣٢٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>