للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا"١، فَهَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ٢ أَنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا مِنْ خَلْقِهِ مِنْ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ.

وَادَّعَيْتَ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ أَنَّ الْعَرْشَ أَعْلَى الْخَلْقِ٣ تَكْذِيبًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَصْحَابِهِ.

وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ٤ أَنَّهُ قَالَ: "بَدْءُ الْخَلْقِ الْعَرْش"٥


١ أوردهُ الْمُؤلف أَيْضا فِي الرَّد على الْجَهْمِية، تَحْقِيق زُهَيْر الشاويش وَتَخْرِيج الألباني ص"١٤"، وَذكره ابْن حجر فِي الْفَتْح ١٣/ ٤٠٥ فِي معرض رده على من زعم أَن الْعَرْش لم يزل مَعَ الله، وَكَذَا من زعم أَن الْعَرْش هُوَ الْخَالِق الصَّانِع فَقَالَ: "وَرُبمَا تمسك بعشهم وَهُوَ أَبُو إِسْحَاق الْهَرَوِيّ بِمَا أخرجه من طَرِيق سُفْيَان الثَّوْريّ، حَدثنَا أَبُو هِشَام، "كَذَا" هُوَ الرماني بالراء وَالتَّشْدِيد، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا فَأول مَا خلق الله الْقَلَم" وَهَذِه الأولية مَحْمُولَة على خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فيهمَا، فقد أخرج عبد الرازق فِي تَفْسِيره عَن معمر، عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} قَالَ: هَذَا بَدْء خلقه قبل أَن يخلق السَّمَاء وعرشه من ياقوته حَمْرَاء" وَانْظُر: مَا ذكره الْعَيْنِيّ أَيْضا فِي عُمْدَة الْقَارئ شرح صَحِيح البُخَارِيّ ٢٥/ ١١١.
٢ فِي ط، ش "ثمَّ قَالَ ابْن عَبَّاس" بدل "فَهَذَا ابْن عَبَّاس".
٣ مُرَاد الْمعَارض إِنْكَار أَن يكون الْعَرْش مخلوقًا مستقلًّا، وَانْظُر مَا نَقَلْنَاهُ فِي بَيَان شُبْهَة الْمعَارض ص"٤٣٩-٤٤١".
٤ فِي ط، س، ش "وروى مُجَاهِد" بِدُونِ "عَن" وَانْظُر تَرْجَمته ص"٢٥٢".
٥ قَالَ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي فِي شَرحه على حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن فِي بَدْء الْخلق رقم ٣١٩١، ٦/ ٢٩٠: "وَأخرج سعيد بن مَنْصُور، عَن أبي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَدْءُ الْخَلْقِ الْعَرْشُ وَالْمَاء والهواء، وخلقت الأَرْض من المَاء".
وروى ابْن جرير فِي تَفْسِيره الطبعة الثَّانِيَة جـ١٢ ص"٤" تَفْسِير سُورَة هود قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن عَمْرو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم، ثَنَا عِيسَى، عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَول الله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئا.
وَمن طَرِيق آخر عَن مُجَاهِد مثله، وَذكر عَن قَتَادَة أَنه قَالَ فِي قَوْله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} قَالَ: هَذَا بَدْء خلقه قبل أَن يخلق شَيْئا، وَمن طَرِيق آخر عَن قَتَادَة بِمَعْنَاهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>