للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكْرَهُوا النَّاسَ عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ وَالسِّيَاطِ، فَلَمْ تَزَلِ الْجَهْمِيَّةُ١ سَنَوَاتٍ يَرْكَبُونَ فِيهَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ بِقُوَّةِ ابْنِ أَبِي دُؤَادٍ٢ الْمُحَادِّ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ حَتَّى اسْتُخْلِفَ الْمُتَوَكِّلُ٣ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ٤ فَطَمَسَ اللَّهُ بِهِ آثَارَهُمْ وَقَمَعَ بِهِ أنْصَارَهُمْ حَتَّى اسْتَقَامَ أَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى السُّنَّةِ الْأُولَى، وَالْمِنْهَاجِ الْأَوَّلِ، وَاحْتَالَ٥ رِجَالٌ مِمَّنْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاعْتِقَادِ التَّجَهُّمِ حِيلَةً لِتَرْوِيجِ ضَلَالَتِهِمْ فِي النَّاسِ، وَلَمْ يُمْكِنْهُمُ الْإِفْصَاحُ بِهِ مَخَافَةَ الْقَتْلِ وَالْفَضِيحَةِ وَالْعُقُوبَةِ مِنَ الْخَلِيفَةِ الْمُنكر لذَلِك، استتروا بِالْوَقْفِ مِنْ مَحْضِ التَّجَهُّمِ، إِذْ لم يكن


١ فِي ط، س، ش "فَلم تزل للجهمية"، وَتقدم الْكَلَام عَن الْجَهْمِية ص"١٣٨".
٢ أَحْمد بن أبي دؤاد، تقدم ص"٣٩٢".
٣ هُوَ جَعْفَر "المتَوَكل على الله" بن مُحَمَّد "المعتصم بِاللَّه" بن هَارُون الرشيد خَليفَة عباسي ولد ببغدادسنة ٢٠٦ وبويع بالخلافة بعد وَفَاة أَخِيه الواثق سنة ٢٣٢هـ، وَنقل أَنه لما اسْتخْلف كتب إِلَى أهل بَغْدَاد كتابا قرئَ على الْمِنْبَر بترك الجدل فِي الْقُرْآن وَأَن الذِّمَّة بريئة مِمَّن يَقُول بخلقه أَو غير خلقه، توفّي بسامراء غيلَة سنة ٢٤٦هـ، انْظُر: الْكَامِل لِابْنِ الْأَثِير طبعة بيروت ٧/ ٣٣، وتاريخ بَغْدَاد ٧/ ١٦٥، ومروج الذَّهَب للمسعودي بتحقيق مُحَمَّد محيي الدَّين ٤/ ٨٥-١٢٨، والأعلام للزركلي طبعة بيروت ٢/ ١٢٧.
٤ فِي ط، س، ش "رَحمَه الله".
٥ فِي ط، س، ش "فاحتال".

<<  <  ج: ص:  >  >>