للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَجُوزُ١ مِنْ إِظْهَارِهِ مَعَ الْمُتَوَكِّلِ٢ ماكان يَجُوزُ لَهُمْ مَعَ٣ مَنْ قَبْلَهُ. فَانْتَدَبُوا طَاعِنِينَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ التجهم بِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَانْتَدَبَ هَؤُلَاءِ الْوَاقِفَةُ٤ مُنَافِحِينَ عَنِ الْجَهْمِيَّةِ٥ مُحْتَجِّينَ لِمَذَاهِبِهِمْ بِالتَّمْوِيهِ٦ وَالتَّدْلِيسِ٧ مُنْتَفِينَ فِي الظَّاهِرِ مِنْ بَعْضِ كَلَامِ الْجَهْمِيَّةِ، مُتَابِعِينَ لَهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْبَاطِنِ مُمَوِّهِينَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَالسُّفَهَاءِ بِمَا حَكَيْتَ عَنْهُمْ أَيهَا


١ فِي ط، س، ش "إِذْ لم يكن يجوز لَهُم من إِظْهَاره".
٢ تقدم ص"٥٣٤".
٣ لَفْظَة "مَعَ" لَيست فِي ط، س، ش.
٤ الواقفة هم الَّذين يتوقفون فِي الْقُرْآن فَلَا يَقُولُونَ مَخْلُوق ولاغير مَخْلُوق وَقد ذمهم من لَا يُحْصى عَددهمْ من الْأَئِمَّة، كَالْإِمَامِ أَحْمد وَالشَّافِعِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَغَيرهم، "انْظُر: مَجْمُوع الْفَتَاوَى لِابْنِ تَيْمِية ١٢/ ٤٢٠"، وَقَالَ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد فِي السّنة ص"٣٦": "سَمِعت أبي سُئِلَ عَن الواقفة فَقَالَ أبي: من كَانَ مِنْهُم يُخَاصم وَيعرف بالْكلَام فَهُوَ جهمي، وَمن لم يكن يعرف بالْكلَام يجانب حَتَّى يرجع، وَمن لم يكن لَهُ علم يسْأَل يتَعَلَّم. وَسمعت أبي مرّة أُخْرَى سُئِلَ عَن اللفظية والواقفة فَقَالَ: من كَانَ مِنْهُم يحسن الْكَلَام فَهُوَ جهمي. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: هم شَرّ من الْجَهْمِية"، وَانْظُر: مَا نَقله الْآجُرِيّ فِي الشَّرِيعَة تَحْقِيق حَامِد الفقي ص"٨٧-٨٨" من أَقْوَال الْعلمَاء فيهم.
٥ الْجَهْمِية، تقدّمت ص"١٣٨".
٦ قَالَ ابْن مَنْظُور فِي لِسَان الْعَرَب، إعداد وتصنيف يُوسُف خياط ونديم مرعشلي ٣/ ٥٥١-٥٥٢: "موه الشَّيْء طلاه بِذَهَب أَو بِفِضَّة وَمَا تَحت ذَلِك مموه وَقد موه فلَان باطله إِذا زينه وَأرَاهُ فِي صُورَة الْحق".
٧ التَّدْلِيس، تقدم مَعْنَاهَا ص"١٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>