للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَضَافَهُ١ إِلَى اللَّهَ تَعَالَى٢. فَلَا يَشُكَّنَّ هَذَا الشَّاكُّ فِي صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ وَكَلَامِهِمْ أَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ كُلَّهَا، وَأَنَّ مُبْتَدِعَهَا وَالْمُتَكَلِّمَ بِهَا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ كَافِرٌ٣ إِذْ يَقُولُ: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين} ٤، {لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} ٥، و {إِنِّي أَنَا رَبُّك} ٦ قَائِلُ هَذَا الْقَوْلِ غَيْرَ اللَّهِ كَافِرٌ، مِثْلُ فِرْعَوْنَ٧ الَّذِي قَالَ: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} ٨، و {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} ٩.

وَادَّعَيْتَ أَيُّهَا الْمُعَارِضُ أَنَّ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ هُوَ اللَّهُ. فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ قَالَ: هُوَ غَيْرُ اللَّهِ فَقَدْ أَصَابَ. وَمَنْ قَالَ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَقَدْ جَهِلَ وَكَفَرَ.

فَيُقَالُ لِهَذَا الْمُعَارِضِ: لَمْ تَدَعْ مِنْ صَرِيحِ الْمَخْلُوقِ شَيْئًا، إِذْ١٠ زَعَمْتَ أَنَّ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ غَيْرُ اللَّهِ فَقَدْ أَصَابَ. وَمَنْ قَالَ: غير مَخْلُوق فقد


١ فِي ط، ش "أَضَافَهُ إِلَى الله".
٢ لَفْظَة "تَعَالَى" لَيست فِي ط، س، ش.
٣ فِي ش "من المخلوقين الْكَافرين كَافِر".
٤ سوةر الْقَصَص، آيَة ٣٠.
٥ فِي ط، س، ش {فَاعْبُدْنِي} وَبِهِمَا ورد الْقُرْآن، فبمَا فِي الأَصْل قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء آيَة ٢٥: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} ، وَبِمَا فِي بَقِيَّة النّسخ قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة طه آيَة ١٤: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمُ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} .
٦ سُورَة طه آيَة ١٢.
٧ فِرْعَوْن، تقدم ص"١٦٥".
٨ سُورَة النازعات، آيَة ٢٤.
٩ سُورَة الْقَصَص، آيَة ٣٨.
١٠ فِي ط، ش "إِذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>