للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِمْ أَنْ رَوَى عَنْ أَبِي يُوسُفَ١ مِنْ رِوَايَاتِ ابْنِ الثَّلْجِيِّ وَلَمْ يَسْمَعْهُ بِزَعْمِهِ مِنَ ابْنِ الثَّلْجِيِّ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي خَلْفَ من يَقُول الْقُرْآن مَخْلُوقٍ. فَلَوْ سَمِعَ هَذَا الْمُعَارِضُ مِنْ أَبِي يُوسُفَ نَفْسِهِ لَمْ تَقُمْ لَهُ بِهِ حُجَّةٌ، وَجَرَّ إِلَى أَبِي يُوسُفَ بِهَا فَضِيحَةً٢. فَاجْتِهَادُ هَذَا الْمُعَارِضِ فِي الطَّعْنِ عَلَى مَنْ يَقُولُ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَصَفْحِهِ عَمَّنْ يَقُولُ: مَخْلُوقٌ، فَهَذَا يَدُلُّ مِنْهُ عَلَى أَسْوَإِ الرِّيبَةِ، وَأَقْبَحِ الظَّنَّةِ٣ وَأَنَّ أَلْبَهُ٤ وَمَيْلَهُ إِلَى من يفصح عَنْهُ.

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ظَنَّتِهِ أَنَّ احْتِجَاجَهُ فِيهِ بِالْمَقْذُوفِينَ الْمُتَّهَمِينَ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى٥ مِثْلِ المريسي٦ واللؤلؤي٧.................................


١ أَبُو يُوسُف القَاضِي، تقدم ص"١٦٧".
٢ الْعبارَة من قَوْله: "حَتَّى بَلَغَ مِنْ شِدَّةِ طَعْنِهِ" إِلَى قَوْله: "وجر بهَا إِلَى أبي يُوسُف فضيحة" لَيْسَ فِي ط، س، ش.
٣ فِي ط، ش "وأقبح الظَّن".
٤ فِي س "وَأَن إِلَيْهِ" وَلَا يَتَّضِح بِهِ الْمَعْنى، وَفِي ط، ش "وَأَن إلبه" وَلم تهمز فِي الأَصْل. ولعلها بِفَتْح الْهمزَة وَمَعْنَاهَا ميل النَّفس، قَالَ الفيروزآبادي فِي الْقَامُوس جـ١ ص"٣٧" مَادَّة "ألب": "والألب بِالْفَتْح نشاط الساقي وميل النَّفس إِلَى الْهوى والعطش وَالتَّدْبِير على الْعَدو من حَيْثُ لَا يعلم...." إِلَخ بِتَصَرُّف.
٥ لَفْظَة "تَعَالَى" لَيست فِي ط، س، ش.
٦ المريسي بشر بن غياث تقدّمت لَهُ تَرْجَمَة أول الْبَحْث ص"٤٧-٧١".
٧ قَالَ اليافعي فِي مرْآة الْجنان ط، الثَّانِيَة ٢/ ٢٩ فِي حوادث سنة ٢٠٤: "وفيهَا توفّي الإِمَام أَبُو عَليّ بن الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي قَاضِي الْكُوفَة صَاحب أبي حنيفَة وَكَانَ يَقُول: كتبت عَن ابْن جريج اثْنَي عشر ألف حَدِيث، وَكَانَ رَأْسا فِي الْفِقْه".

<<  <  ج: ص:  >  >>