للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ادَّعَى١ هَذَا الْمُعَارِضُ أَيْضًا٢ فِي قَول الله تَعَالَى٣ لعيسى بن مَرْيَمَ٤: "رُوحُ اللَّهِ وَكلِمَتُهُ"٥ فَقَالَ: يَقُولُ أَهْلُ الْجُرْأَةِ فِي مَعْنَى "كَلِمَتُهُ": أَيْ بِكَلِمَتِهِ، وَإِنْ سُئلوا عَنِ الْمَخْرَجِ مِنْهُ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَتَأَوَّلُوا عَلَى اللَّهِ بِرَأْيِهِمْ.

فَيُقَالُ لِهَذَا الْمُعَارِضِ: أوَ يَحْتَاجُ فِي هَذَا إِلَى تَفْسِيرٍ وَمَخْرَجٍ؟ قد عقل


١ فِي ط، ش "وادَّعى".
٢ فِي ط، س، ش "أَيْضا مثله".
٣ لَفْظَة "تَعَالَى" لَيست فِي ط، س، ش.
٤ عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام، تقدّمت تَرْجَمته ص”٢٩٥".
٥ قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء آيَة "١٧١": {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْه..} الْآيَة، وانظرحديث الشَّفَاعَة، وَفِيه: {فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بمُوسَى كليم الله، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بِعِيسَى، فَإِنَّهُ روح الله وكلمته ... } الحَدِيث. أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بشرحه، الْفَتْح/ كتاب التَّوْحِيد/ بَاب كَلَام الرب عز وَجل يَوْم الْقِيَامَة/ حَدِيث ٤٧٣/١٣٥١٠.
قلت: وَمعنى "روح الله" أَي روح مخلوقه من عِنْد الله، و"كلمة الله" أَي أَن الله خلقه بِكَلِمَة "كن"، وَالْإِضَافَة للتشريف، لما امتاز بِهِ الْمُضَاف من الصِّفَات الَّتِي تميزه عَن غَيره، وَنَظِيره قَوْلنَا: رَسُول الله، وَبَيت الله، وناقة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>