للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثَّلْجِيُّ١ فِي يَدَيِ٢ اللَّهِ أَنَّهُمَا٣ جَمِيعًا يَمِينَانِ؟، وَقَدْ سُمِّيَ مِنَ النَّاسِ ذَا الشِّمَالَيْنِ٤ فَجَازَ فِي دَعْوَى٥ الثَّلْجِيِّ٦ أَيْضًا خَرَجَ٧ ذُو الشِّمَالَيْنِ مِنْ مَعْنَى أَصْحَابِ الْأَيْدِي.

ثُمَّ ادَّعى الْجَاهِلُ٨ أَنَّ هَذَا مِنَ النِّعَمِ وَالْأَفْضَالِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

سأبكيك للدنا وَلِلْعَيْنِ إِنَّنِي ... رَأَيْتُ يَدَ الْمَعْرُوفِ بَعْدَكَ شُلَّتِ٩

وَيْلَكَ أَيُّهَا الثَّلْجِيُّ!، أتعلم بِوَجْه١٠ الْعَرَبيَّة ولغت الْعَرَبِ وَأَشْعَارِهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بهَا مِنْك؟ هَذَا هَاهُنَا فِي الْمَعْرُوفِ جَائِزٌ فِي الْمَجَازِ١١، لَا


١، ٦ فِي ط، ش "ابْن الثَّلْجِي".
٢ فِي س "يَد الله" ويستقيم السِّيَاق بِمَا فِي الأَصْل.
٣ فِي س "أَنَّهَا".
٤ ذُو الشمَال عُمَيْر بن عبد عَمْرو بن نَضْلَة الْخُزَاعِيّ حَلِيف بني زهرَة، يُقَال: اسْمَع عُمَيْر وَيُقَال: عَمْرو، وَيُقَال: عبد عَمْرو، ذكره مُوسَى بن عقبَة فِيمَن شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ بهَا. انْظُر "الْإِصَابَة لِابْنِ حجر بتحقيق عَليّ البجاوي ٤١٤/٢، وَأسد الغابة ١٧٤/٢".
٥ فِي ط، س، ش "فَجَاز نفي دَعْوَى".
٦٧ كَذَا فِي الأَصْل وس، وَفِي ط، ش "وَخرج" والأنسب لوضوح الْمَعْنى أَن يُقَال: "خُرُوج ذِي الشِّمَالَيْنِ مِنْ مَعْنَى أَصْحَابِ الْأَيْدِي".
٨ فِي ط، س، ش "ثمَّ ادّعى الْجَاهِل أَيْضا".
٩ بعد هَذَا الْبَيْت زِيَادَة فِي ط، س، ش وَهِي: "نفس الْمَعْرُوف لَيْسَ لَهُ يَد وَإِنَّمَا الْمُعْطِي لَهُ يَد حَقِيقَة فَهِيَ الَّتِي تشل" وَبِه يزْدَاد الْمَعْنى وضوحًا، وَفِي ش "الْمَعَالِي" بدل "الْمُعْطِي" وَهُوَ غير وَاضح.
قلت: وَالْبَيْت من قصيدة للكميت بن زيد الْأَسدي يرثى بهَا مُعَاوِيَة بن هَاشم ابْن عبد الْملك، ذكر ذَلِك أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه الأغاني/ تَصْحِيح أَحْمد الشنقيطي ١١١/١٥، وَانْظُر: شعر الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي/ جمع وَتَقْدِيم د. دَاوُد شلوم ١٤٧/١.
١٠ فِي ط، ش "بِوُجُوه".
١١ فِي ط، س، ش "جَائِز على الْمجَاز".

<<  <  ج: ص:  >  >>