للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي واسمه ربيعة بن شيبان. ولا نعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في القنوت شيئاً أحسن من هذا] وصححه الشيخ الألباني (١).

وقد أحدث الناس بدعاً كثيرة في القنوت أذكر منها:

أولاً: تقليب اليدين عند الدعاء وقول المأمومين بعض الكلمات عند دعاء الإمام كقولهم: حق، حق، أشهد، ونحو ذلك.

وهذا التقليب للكفين لم يرد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دعاء القنوت لا في قنوت الفجر ولا في قنوت الوتر وإنما ورد تقليب الكفين في دعاء الاستسقاء خاصة ولعل الحكمة في الإشارة بظهر الكفين في الاستسقاء دون غيره التفاؤل بتقليب الحال كما قيل في تحويل الرداء كما أفاده الشوكاني (٢).

ولم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم حال القنوت في الصلاة إلا التأمين وأما زيادة هذه الألفاظ نحو: حق، وأشهد فليس لها مستند، بل هي بدعة لأن الدعاء من العبادة والأصل في العبادة التوقيف (٣).

ولو فعله الصحابة رضي الله عنهم لنقل إلينا كما نقل أنهم كانوا يؤمنون على دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده في الركعة الأخيرة يدعو على أحياء من بني سليم ويؤمن من خلفه] رواه أبو داود بإسناد حسن أو صحيح كما قال الإمام النووي (٤).


(١) سنن الترمذي مع شرحه التحفة ٤/ ٤٦١، إرواء الغليل ٢/ ١٧٢.
(٢) نيل الأوطار ٤/ ١٠.
(٣) انظر السنن والمبتدعات ص ٦٢، القول المبين ص ١٣٢، المسجد في الإسلام ص ٢٤٧
(٤) سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ٤/ ٢٢٤، الخلاصة ١/ ٤٦١.

<<  <   >  >>