للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الرابعة: بدعة التمسح بالصخرة:]

معلوم أن مسجد قبة الصخرة أقيم على الصخرة التي قيل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرج منها إلى السموات العلى وزعم بعض الناس أنه يوجد على الصخرة أثر قدمه الشريف - صلى الله عليه وسلم - (١).

وهذا الكلام ليس بثابت بل هو من أوهام العوام لأنه لا يعلم على وجه القطع المحل الذي عرج منه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء وإنما المعروف أنه عرج به - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الأقصى والمسجد الأقصى يطلق على كل المكان المعروف (٢).

كما أن الزعم بوجود أثر قدمه الشريف - صلى الله عليه وسلم - على الصخرة ما هو إلا محض كذب وافتراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وما ساقه الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته حول ذلك (٣) ما هو إلا دجل وخرافات ليس لها أصل علمي صحيح تقوم عليه لا بخبر أحاد ولا بالتواتر كما زعم الشيخ المذكور حيث إنه زعم أن ذلك ثابت بطريق التواتر (٤) بل ذلك مجرد شائعات اكتسبت شهرة عند العامة ولا أصل لكل هذه الخرافات فهي كذب مختلق (٥).

وقد نص المحققون من العلماء والحفاظ على إنكار صحة آثار القدم النبوية على الأحجار وإن من علامات زيف آثار القدم ما قرره صاحب كتاب الآثار النبوية - أحمد تيمور باشا - حين قابل بين المعروف من تلك الآثار حيث قال: [المعروف الآن من هذه الأحجار سبعة أربعة منها بمصر وواحد بقبة الصخرة ببيت المقدس


(١) الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية ١/ ٣٤٧، الأنس الجليل ٢/ ٥٤.
(٢) انظر شرح العقيدة الطحاوية ص ٢٧٣، زاد المعاد ٣/ ٤٢، بيت المقدس ص ٣٧٥.
(٣) الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية ١/ ٣٥٥ - ٣٦٧.
(٤) المصدر السابق ١/ ٣٥٩.
(٥) التبرك أنواعه وأحكامه ص ٣٥٣.

<<  <   >  >>