للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحكمة في أنه لم يطلب دخولها ليعمى قبره لئلا تعبده الجهال من ملته] (١).

وقال الإمام العيني: [واختلف أهل السير في موضع قبره فقيل بأرض التيه وهارون كذلك ولم يدخل موسى الأرض المقدسة إلا رمية حجر رواه الضحاك عن ابن عباس وقال: لا يعرف قبره ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبهم ذلك بقوله (إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)، ولو أراد بيانه لبيَّن صريحاً وقال ابن عباس لو علمت اليهود قبر موسى وهارون لاتخذوهما إلهين من دون الله.

وقيل: بباب لد بالبيت المقدس.

وقيل: قبره بين عالية وعويلة عند كنيسة توماء.

وقيل: بالوادي في أرض ماء بين بصرى والبلقاء.

وقيل: قبره بدمشق ذكره ابن عساكر عن كعب الأحبار.

والأصح أنه بالتيه قدر رمية حجر من الأرض المقدسة] (٢).

وقال الحافظ ابن حجر: [وزعم ابن حبان أن قبر موسى بمدين بين المدينة وبيت المقدس وتعقبه الضياء بأن أرض مدين ليست قريبة من المدينة ولا من بيت المقدس. قال - أي الضياء -: وقد اشتهر عن قبر بأريحاء عنده كثيب أحمر أنه قبر موسى وأريحاء من الأرض المقدسة] (٣). قلت وظاهر حديث أبي هريرة السابق يرد القول المشهور الذي ذكره الضياء لأن أريحا من الأرض المقدسة وظاهر الحديث أنه لم يدخل الأرض المقدسة وإنما سأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة.

قال الحافظ ابن كثير: [وقد زعم بعضهم أن موسى عليه السلام هو الذي خرج بهم من التيه ودخل بهم الأرض المقدسة.


(١) فتح الباري ٣/ ٤٥٠.
(٢) عمدة القاري ١١/ ١٤١.
(٣) فتح الباري ٧/ ٢٥٢.

<<  <   >  >>