للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: (أو لم يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًاءَامِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ

يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (١).

والمقصود أيضاً بالحرم في هذه الآية الكريمة هو حرم مكة المكرمة (٢).

وثبت في الحديث عن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة) متفق عليه (٣).

وحرم مكة وحرم المدينة ثابتان بالأدلة الصحيحة واتفق أهل العلم على ذلك وأما وادي وج بالقرب من الطائف فقد اعتبره الشافعية حرماً وخالفهم بقية العلماء (٤).

واحتج الشافعية بما ورد في حديث الزبير - رضي الله عنه - قال: (لما أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لية حتى إذا كنا عند السدرة وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طرف القرن الأسود حذوها فاستقبل نخباً ببصره وقال: مرةً وادِيَهٌ ووقف حتى اتقف الناس كلهم ثم قال: إن صيد وج وعضاهه حرم محرم لله وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف) رواه أبو داود وأحمد والبيهقي (٥).


(١) سورة القصص الآية ٥٧.
(٢) انظر تفسير القرطبي ١٣/ ٣٦٣.
(٣) صحيح البخاري مع الفتح ٥/ ٢٥٠، صحيح مسلم بشرح النووي ٣/ ٤٩١.
(٤) المجموع ٧/ ٤٨٣، زاد المعاد ٣/ ٥٠٨.
(٥) سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ٦/ ٩، سنن البيهقي ٥/ ٢٠٠، الفتح الرباني ٢٣/ ٣٠٠.

<<  <   >  >>