للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم

فمثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل فكيف تكون الدنيا والآخرة من جود النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ وكيف يكون علم اللوح والقلم من علم النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ وماذا أبقى هذا الشاعر لله تعالى؟!! (١)

لا شك أن هذا من الغلو وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الغلو بقوله: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري (٢).

وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين) رواه أحمد والنسائي وابن ماجة وابن حبان وهو حديث صحيح صححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه النووي والألباني وغيرهم (٣).

ب. ومن البدع القبيحة التي تقع في بعض الاحتفالات بالمولد النبوي قيام الحاضرين تعظيماً وإكراماً عند ذكر ولادته - صلى الله عليه وسلم - وخروجه إلى الدنيا لأنهم يعتقدون حضور الرسول - صلى الله عليه وسلم - لاحتفالهم كما زعموا.

قال العلامة الشيخ عبد العزيز باز في إبطال هذه البدعة: [ومن ذلك أن بعضهم يظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحضر المولد ولهذا يقومون له محيين ومرحبين وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعاتهم بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة كما قال الله تعالى في سورة المؤمنين:

(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنا أول


(١) فتاوى العقيدة ص ٦١٩ - ٦٢٠، التبرك أنواعه وأحكامه ص ٣٦٥ - ٣٦٦.
(٢) صحيح البخاري مع الفتح ٧/ ٣٠٠.
(٣) الفتح الرباني ١٢/ ١٦٩، سنن النسائي ٥/ ٢٦٨، سنن ابن ماجة ٢/ ١٠٠٨، صحيح ابن حبان ٩/ ١٨٣، المستدرك ٢/ ١٢٠، المجموع ٨/ ١٧١، السلسلة لصحيحة ٣/ ٢٧٨.

<<  <   >  >>