وتنسك هذا الرجل في آخر عمره، وراجع بصيرته في مستأنف أمره.
وأنشدني غير واحد من شيوخي - رحمهم الله - للأديب العالم أبي علي إدريس ابن اليمان من أهل جزيرة يابسة، وقد رأيت هذه الجزيرة، وهي ضد اسمها، لكثرة شجرها وخصبها.
وقد أجاز لنا الثقة أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، نسيب ابن البطي، وابن ينيمان الهمداني، قالا: أنبأنا الإمام العالم أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، قال: أنشدني عنه أبو عثمان خلف بن هرون القطيني من قصيدة طويلة يمدح بها إقبال الدولة على بن مجاهد العامري:
ثقلت زجاجاتٌ أتتنا فُرغَّاً ... حتى إذا ملئت بصرف الرّاحِ
خفت فكادَت تستطير بما حَوَت ... وكذا الجسوم تَخفُّ بالأرواحِ
قال الحميدي: ومما يستحسن له في صفة الدرق:
إلى مُوشَّجة الأبشار من دَرَق ... يكاد منها صَفَا الفُولاذ يَنفطرُ
مؤنّثات ولكن كلّما قُرعت ... تأنّث الرُّمح والصَّمصامة الذكر