للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان مجتمع الأشد، ضرب الجسم، حسن الصورة. فسألته يوما زوجة الملك - واسهما نود - عن سنة، فقال مداعبا لها: عشرون سنة. فقالت للترجمان: ومن هو من عشرين سنة يكون بها هذا الشيب؟ فقال للترجمان: وما تنكر من هذا؟ ألم تر قط مهراً ينتج وهو أشهب؟ فضحكت نود، وأعجبت بقوله. فقال في ذلك الغزال بديها:

كُلّفتَ يا قلبِي هوىً مُتْعبا ... غالبتَ منه الضَّيغَم الأغْلبَا

إنّي تعلّقتُ مجُوسيَّةً ... تأبَى لِشمس الحُسن أن تَغْرُبا

أقصى بلاد الله لي حيثُ لا ... يَلقى إليها ذاهبٌ مذهبا

يا نُود يا رُودَ الشَّباب التي ... تُطِلعُ من أزْرارها الكَوكبا

يا بابي الشخصُ الذي لا أرى ... أحْلى على قلبي ولا أعْذَبا

إن قلتُ يوما إنّ عيني رأت ... مُشبهَه لم أعْدُ أن أكذبا

قالت أرَى فَوْدَيْة قد نَوّرا ... دُعابةً تُوجب أن أدْعيا

قلت لها يا بأبى إنَّه ... قد يُنَتجُ المهر كَذَا أشْهَبا

فاستضحكَت عُجْباً بقولي لها ... وإنَّما قُلت لكي تّعْجبا

قوله يا رؤد الشباب الرأدة والرؤدة والرؤد: الجارية الناعمة الجسم. وقد رؤد شبابها. والغصن الرؤد: الرطب، والشعراء يسهلون الهمزية يستهلون الهمزة منه تخفيفا فلا يكادون ينطقون بها.

<<  <   >  >>