للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، قال: حدثنا الفقيه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن عديس الأنصاري بجامع القرويين بمدينة فاس سنة خمس وخمسمائة، وفيها مات. قال: سمعت الإمام أبا عمر بن عبد البر يقول: سمعت الإمام الحافظ أبا الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي، المعروف بابن الفرضي يقول: أنشدنا الإمام أبو زكريا يحيى بن مالك بن عائذ، قال: أنشدني أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه شاعر الأندلس لنفسه:

ألاّ إنّما الدُّنيا غضَارةُ أيكةٍ ... إذا أخضرَّ منها جانبٌ جفَّ جانبُ

هي الدَّار ما الآمال إلا فجائعٌ ... عليَها ولا اللذَّاتُ إلاّ مَصائب

وكم سَخِنَت بالأمس عَينٌ قَريرةٌ ... وقرَّت عُيونٌ دمعُها اليوم ساكب

فلا تَكتحل عيناك فيها بَعْبرٍة ... على ذاهب منها فإنك ذاهب

وآخر شعر قاله قبل موته بأحد عشر يوما:

كِلاَنِى لمَا بي عاذلّي كفَاني ... طويتُ زَماني بُرهةً وطَوانِي

بَلِيتُ وأبلَتْني اللّيالِي وكَرُّها ... وصَرْفان للأّيام مُعَتوِران

وما لَيِ لا أبْلى لِسَبعين حِجّةً ... وعَشْرٍ أتتْ من بعدها سَنَتان

<<  <   >  >>