ما زلتُ أبكي حِذَار البَيْن مُرْتَهنا ... حتى رثَى لَي فيك الريحُ والمطرُ
يا بَردةً من حَياَ مُزْنٍ على كَبدٍ ... نيرانُها بِغَليل الشَّوق تَسْتعر
آليتُ ألاّ أرى شمساً ولا قَمراً ... حتى أراك فأنت الشمس والقمرُ
ولأبي عمر بن عبد ربه هذا مدائح كثيرة ومجموعات كبيرة في مدح مواليه بني أمية. آخرها ما جمع للمستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن الناصر لدين الله، ثم كفر عن جميع ما قال واحسن المقال وسماها بالممحصات، والله يقبل التوبة ويعفو
عن السيئات. فمن ذلك قطعة محص بها القطعة المذكورة آنفا:
يا عاجزاً ليس يعفُو حيث يَقتدرُ ... ولا يُقَضَّي له من عَيشه وطَرُ
عَاين بقلبك إنّ العين غَافلةٌ ... عن الحقيقة واعلم أنها سَقَر
سوداءُ تَزْفِرُ عن غيظٍ إذا سُعرت ... للظَّالمين فلا تُبقى ولا تَذَر
إنّ الذين اشْتروا دُنيا بآخرة ... وشِقْوةً بنعيمٍ ساَء ما تَجَروا
يا من تلهَّى وشيبُ الرأس يندُبه ... ماذا الذي بعد شيبِ الرّأسِ تنتظر
لو لم يكن لك غيرُ الموت موعظةً ... لكان فيه عن اللذَّات مُزدَجَر
أنت المقولُ له ما قلُت مبتدئاً ... هلا ادكرت لبين أنت مبتكر
قال ذو النسبين، رضي الله عنه: وحدثنا الفقيه الأجل أبو الحسن على بن الحسين بلفظه بمدينة فاس سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وفيها مات رحمه