ومن مليحها قوله:
يقولون حقْفٌ فوقه خَيْزُرانةٌ ... أمَا يَعْرفون الخَيزرانَة والحقْفَا
جَعلنا حَشَاياَنا ثِيابَ مُدامِنا ... وقَدَّت لنا الظلماءُ من جِلْدها لُحْفا
فَمن كَبِدٍ تدُنِى إلى كبدٍ هَوىً ... ومن شَفَة تُوحِي إلى شَفَةٍ رَشْفا
وقوله منها يشبه نجوم الليل:
فولّت نُجومٌ للثّريّا كأنهّا ... خَواتيمُ تَبْدُو في بَنان يد تَخْفَى
ومرّ على آثارها دَبَرانُها ... كصاحب رِدْء كُمِّنَتْ خَيلهُ خَلْفا
وأقبلت الشِّعْرى العَبُوُر مُكبَّةً ... بِمْرزَمها اليعبوبِ تجنُبه طِرفاْ
وقد بادرتْها أختُها مِن ورائها ... لِتَخْرق من ثِنْيَيْ مَجرَّتِها سِجْفا
تخَافُ زئيرَ الليثِ يَقْدُم نَثْرًه ... وبَرْبرَ في الظَّلماء ينِسفُها نَسْفا
كأنّ السّماكَين اللذين تظاهرا ... على لِبْدَتيه ضامِنان له حَتْفا
فذا رامٌح يُهْوى إليه سِنِانَه ... وذا أعزلٌ قد عَضَّ أنمُلهَ لَهفا
كأنَّ رقيبَ الليل أجَدُل مَرْقَبٍ ... يُقَلِّبُ تحت اللّيلِ في ريشه طرْفَا
كأن بني نَعْشٍ ونَعْشا مَطافلٌ ... بوَجرة قد أضلَلْن في مَهْمَه خَشْفا
كأنّ سُهيَلاً في مَطالع أفْقه ... مُفارقُ إلفٍ لم يَجِد بعدَه إلفْا
كأن سُهاهَا عاشِقٌ بين عُوَّدٍ ... فآونةُ يَبْدو وآونةُ يَخْفى
كأنّ مُعلَّى قُطْبها فارسُ له ... لِواءان مركُوزان قد كَره الزّحْفا