للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هذا أخذ العلماء رحمهم الله أنه يستحب أن يؤذن على مرتفع ويؤيد ذلك أنه أبلغ في النداء وفي الإعلام وتنبيه الناس بالصلاة لأن المقصود من الآذان هو إعلام الناس بالصلاة لكي يحضروا إليها. فأصبح الآن في كثير من البلدان لا يعتمدون على هذا ولا تجد المؤذن يصعد على الصومعة أو على مكان مرتفع لكي يؤذن وإنما يكتفي بالآذان في الأسفل ويؤذن عن طريق مكبرات الصوت التي وجدت على الصومعة ويكون فيها رفع الآذان.

فإذا كان يؤذن على المنارة أو على مكان مرتفع فالسنة أن يلتفت , وهذه السنة دل لها حديث أبي جحيفة " أنه رأى بلال يؤذن فجعلت أتتبع فاه هاهنا يميناً وشمالاً حي على الصلاة حي على الفلاح " (١) .

لكن بالنسبة الآن الذي يؤذن في مكبرات الصوت , هل نقول السنة له أن يلتفت أو نقول السنة أن يترك الالتفات؟

هذا موضع خلاف بين العلماء المتأخرين رحمهم الله:

الرأي الأول: أنه يترك الالتفات.

أدلتهم:

منها: إن الحكمة من كون المؤذن يلتفت يميناً وشمالاً لكي يبلغ سائر الجهات،من جهة اليمين ,من جهة الشمال ,من جهة الأمام ومن جهة الخلف فيشرع له أن يلتفت وأما الآن انتفت الحكمة فلا يشرع أن يلتفت.

منها: قالوا أيضاً: كونه يلتفت يميناً أو شمالاً فهذا يضعف الصوت لأنه سينحرف فلا يشرع أن يلتفت.

الرأي الثاني: البقاء على أصل السنية ,لأن هذه سنة ثابتة في الصحيحين فيشرع للمؤذن أن يلتفت.


(١) متفق عليه البخاري في باب الأذان ومسلم في باب الصلاة

<<  <   >  >>