ذلك حين أسلموا فأنزل اللَّه في ذلك:((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ .. ).
فمن خلال الروايات المتقدمة يتبين أن سبب امتناعهم من السعي بين الصفا والمروة هو تعظيم مناة وطائفة أخرى كان امتناعها عن السعي بينهما لأنهما من شعائر الجاهلية ودليلها.
٢ - ما أخرج البخاري عن أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنه قيل له: أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة؟ قال: نعم لأنها كانت من شعائر الجاهلية حتى أنزل اللَّه: ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ) وللبخاري في رواية: سُئل أنس عن الصفا والمروة فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ).
وفي رواية لمسلم عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع رجالاً من أهل العلم يقولون: إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب يقولون: إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية فأنزل اللَّه الآية، وطائفة كان امتناعها عن السعي بينهما لأن اللَّه ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر السعي بين الصفا والمروة.
٣ - ودليل ذلك ما أخرج البخاري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رجال من أهل العلم: أن اللَّه تعالى لما ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا: يا رسول اللَّه! كنا نطوف بالصفا والمروة وإن اللَّه أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟ فأنزل اللَّه:(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ).