عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - في شأن نزولها في أهل الكتاب وما ذكره من الدليل على ذلك؛ لأنه لما قال: ما لكم ولهذه الآية إنما أُنزلت في أهل الكتاب تلا قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) وهذا نظر ظاهر منه - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلى السياق القرآني وأثره في تفسير كلام اللَّه وهذا هو اللائق بترجمان القرآن - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وهو أقرب طريق إلى الصواب في معرفة التفسير واللَّه أعلم.
* النتيجة:
أن سبب نزول الآية الكريمة ما ذكره ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - في سؤال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اليهود عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه وذلك لصحة سند الحديث، وتصريحه بالنزول وموافقته لسياق القرآن. ولم يظهر لي من وجه صحيح ما هو الشيء الذي سألهم عنه فكتموه. وأما الحديث عن المنافقين وتخلفهم عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسيأتي في موضعه مع قصته في سورة براءة إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه أعلم.