بنزول الآية في هؤلاء أن أولئك النفر الستة هم أبرز مثال وأشهر فرد في هذا العموم فعبر بالنزول وهو يريد أنهم ممن يقصد من معنى الآية، ومثل هذا كثير في كلام المتقدمين) اهـ.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الآية في المؤمنين والكافرين عموماً، واختار هذا ابن عطية والسعدي.
قال ابن عطية:(وقال مجاهد وعطاء بن أبي رباح والحسن ابن أبي الحسن وعاصم والكلبي الإشارة إلى المؤمنين والكفار على العموم، وهذا قول تعضده الآية وذلك أنه تقدم قوله: (وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) المعنى: هم مؤمنون ساجدون، ثم قال:(وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) ثم أشار إلى هذين الصنفين بقوله: (هَذَانِ خَصْمَانِ) اهـ.
وقال السعدي:(يخبر تعالى عن طوائف أهل الأرض من الذين أُوتوا الكتاب من المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين، ومن المجوس ومن المشركين أن اللَّه سيجمعهم جميعهم ليوم القيامة ويفصل بينهم بحكمه العدل ثم ذكر كلامًا إلى أن قال: ثم فصل هذا الفصل بينهم بقوله: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) كل يدَّعي أنه المحق) اهـ.
والفرق بين هذا القول وسابقه أن الأولين وإن كانوا يرون العموم إلا أنهم أشاروا إلى حديث أبي ذر وعلي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - بخلاف ابن عطية والسعدي فلم يشيرا إليه والله أعلم.
أما البغوي فقد ساق عدداً من الأقوال بداية بحديث أبي ذر، لكنه لم يتعقبها بشيءٍ.
وقبل تحرير الكلام في المسألة أود أن أبين أن البحث في أمرين:
الأول: هل للآية سبب نزول.
الثاني: فيمن نزلت هذه الآية.
أما الأول: فالظاهر - والله أعلم - أن الآية تتحدث عن الخصومة بين عسكرين: إيمان، وكفر: أيًّا كان حال هذين العسكرين، وتُبين ما أعد الله لهما