ما إن أقبلت الأجازة حتى كان أمرهم إلى اتفاق وموافقة .. قرروا القيام بجولة لمدة شهر ..
راحة من عناء العمل ومعرفة للبلاد .. وحمل للهم الأكبر .. ألا وهو الدعوة إلى الله ..
لم يكن الجميع في مستوى واحد من العلم، ولكن أقلهم علمًا من قال: أنا أعلم الناس شروط وواجبات وأركان الصلاة .. بل وأردد عليهم قراءة السور القصار ليحفظوها ..
سارت القافلة .. يحوطها الإيمان والطمأنينة .. وكان اتجاه سيرهم نحو القرى والهجر والأرياف .. يزورون بعض المدن في الطريق، ويسلمون على العلماء والمشايخ في تلك المدن وكل همهم الاستفادة من الوقت، ونفع المسلمين وتبليغ الدعوة.
صعدوا الجبال، وساروا في السهول .. وقطعوا الأودية .. وكانت رحلة جمع الله لهم فيها التزود بالعلم النافع من شيخهم وراحة للنفس من عناء العمل .. وإبراءً للذمة بزكاة علمهم.
إذا نزلوا موطنًا تفرقوا في المساجد بين محاضرة ودرس وخطبة جمعة وجلوس للإفتاء.
رأوا الجهل وسمعوا البدعة .. ويزيدهم ذلك حرصًا على تكرار الزيارة كل أجازة .. إنها قافلة الخير ورحلة الدعوة .. لا يعذر بها من يعلم من العلم ولو آية ..