قال لزوجته: هل هاتفت أختي اليوم؟ ! قالت: لا .. قال: إذا لم أتمكن من زيارتها اليوم فلا أقل من سماع صوتها، وتفقد حالها ولو بالهاتف.
بلغ الستين من العمر .. ولكنه عرف قيمة وقته فاستفاد من دقائق عمره .. ها هو قد خصص يومًا كل أسبوعين .. يزور أقاربه وأرحامه ..
إنها ثلاث ساعات تبتدئ من بعد صلاة العصر وتنتهي مع أذان العشاء .. يزور ويسلم .. ويسأل ويتفقد .. ثم هو في كل منزل يؤانس أهله ويدخل السرور عليهم ..
تزوجت أختي الكبرى منذ ثلاثة أشهر .. وحينما قابلت من عركته الأيام وصقلته التجارب سألني عنها؟ ! وهل أزورها؟ ! وعندما أجبته .. بنعم.
قال: هل زرتها ليلاً وتفقدت حالها؟ ! تعجبت من نظرته! ! وعندما فعلت ..
فإذا بالأمر المهول! !
تباعدت به السنون ونسي خالته .. زيارة قصيرة .. ولكن في الأعياد فقط.
وتطاولت به الليالي والأيام .. وألهته الدنيا عن أخت والدته .. ولكنه يومًا .. ترك لدمعته أن تجري على خده لتلامس لحيته .. فقد علم أنها تستحق الزكاة وتأخذها! !