للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التشميرة الثانية عشرة]

أسرعت بي الأيام، فإذا بي أقف على عتبة الزواج .. واستأجرت شقة في إحدى العمارات الشاهقة التي لا يعرف الجار فيها جاره ..

وبدأت معاناتي عندما ارتفع صوت المؤذن للمرة الأولى بعد استقراري في منزلي .. ألتفت يمنة ويسرة، وكررت النظر وجاهدت الفكر .. أين أصلي؟ !

ولكن الزوجة الصالحة سألتني .. من أين تأتي بالخبز؟ ! قلت من المخبز على بعد نصف ميل من هنا؟

قالت: معنى ذلك أنك تذهب بالسيارة؟ !

قلت: نعم .. قالت: الصلاة أولى ..

لم تدع -رحمها الله- فرصة للكسل .. ولا لحظة للتواني .. لا بد أن تذهب للمسجد .. وأعانني الله على ذلك ..

أما هي فقد دعتها إحدى الجارات .. وقررن بعد زيارتين أنهن سيقترحن جميعًا على أزواجهن شراء «دش» للعمارة ويكون مشتركًا للسكان .. فتكون التكلفة يسيرة على الفرد.

قالت زوجتي .. هذه «المجورة» التي تباع ولا تشترى ..

قلت لها .. لماذا لا تحاولين وتأكدي أن صلاح أزواجهن من صلاحهن.

قالت .. ولكني أخاف على ديني .. أحتاج إلى من يعينني.

<<  <   >  >>