للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر

على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه

إلى طبقات الجو وهو وضيع

ومن استشعر التواضع وعاشه كره الكبر وبواعثه (١).

وتأمل في حال من تلبسه الشيطان في حالة واحدة من حالات الكبر يظنها بعض الناس يسيرة وهي عند الله عظيمة، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه (٢)، يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل (٣) في الأرض إلى يوم القيامة» (٤).

وتأمل في حالات كثيرة من المتكبرين من الرجال والنساء لجدة مركب أو شهرة ثوب أو لجاه ومنصب! وتلحظ بعض الناس تتغير شخصيته وطريقة حديثه وخطوات ممشاه إذا لبس جديدًا أو اقتنى فانيًا من حطام الدنيا! !

وقد ذم الله عز وجل الكبر في آيات كثيرة فقال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (٥).


(١) التواضع والخمول، ص ١٢.
(٢) مرجل رأسه: أي ممشطه.
(٣) يتجلجل: أي يغوص وينزل.
(٤) متفق عليه.
(٥) سورة الأعراف، الآية: ١٤٦.

<<  <   >  >>