قال نوح عليه السلام لابنه سام: يا بني لا تدخلن القبر وفي قلبك مثقال ذرة من الشرك بالله فإنه من يأت الله مشركًا فلا حجة له، ويا بني لا تدخلن القبر وفي قلبك مثقال ذرة من الكبر فإن الكبرياء رداء الله عز وجل فمن ينازع الله رداءه يغضب عليه، ويا بني لا تدخلن القبر وفي قلبك مثقال ذرة من القنط فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا ضال (١).
وللمسرفين والمسرفات والمبذرين والمبذرات في فستان يلبس ليلة واحدة، أو حلي للمباهاة والمفاخرة؛ إليهم نصح الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز لأحب وأقرب الناس إليه.
فقد بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابنًا له اشترى خاتمًا بألف درهم، فكتب إليه عمر: بلغني أنك اشتريت فصًا بألف درهم، فإذا أتاك كتابي، فبع الخاتم وأشبع به ألف بطن، واتخذ خاتمًا بدرهمين، واجعل فصه حديدًا حينيًا، واكتب عليه:«رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه».
ولو فعل البعض مثل ذلك أو قريبًا منه لما مات جائع مسلم في آسيا .. ولما تنصرت أم مسلمة في أفريقيا .. ولما اغتصبت فتاة مسلمة في أوربا .. والله المستعان .. البعض يهنأ بالمراكب والفرش والحرير وإخوانه يموتون جوعًا وهو يرى ويسمع .. ووسائل الإعلام تقيم عليه الحجة ليلاً ونهارًا .. فما عذره أمام الله عز وجل؟ !