للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما يخرب البيت إذا لم يكن فيه ساكن. وإن قلوب الأبرار تغلي بأعمال البر وإن قلوب الفجار تغلي بأعمال الفجور. والله يرى همومكم، فانظروا ما همومكم رحمكم الله (١).

وليتبد كل قارئ ويظهر همه ومنتهى أمله؟ ! أهو لدنيا فانية ودار زائلة وكرسي متحرك؟ ! أم هو هم الدين ورفعته والدعوة إليه والصبر على ذلك!

مر بالحسن شاب عليه بزة له حسنة فدعاه فقال له: ابن آدم معجب بشبابه محب لشمائله، كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت عملك، ويحك! داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم (٢).

وحال المتكبر تدعوه إلى رد الحق وعدم قبوله وهذه عين فساد القلب وخبثه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل: «كل بيمينك» قال: لا أستطيع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا استطعت ما منعه إلا الكبر» فما رفعها إلى فيه (٣).

ورأى محمد بن واسع ولده يختال فدعاه وقال: أتدري من أنت؟ أما أمك فاشتريتها بمائتي درهم. وأما أبوك فلا أكثر الله في المسلمين مثله!

ورأى ابن عمر رجلاً يجر إزاره فقال: إن للشيطان إخوانًا


(١) روضة العقلاء، ونزهة الفضلاء، ص ٢٧.
(٢) الإحياء ٣/ ٣٥٩.
(٣) رواه مسلم.

<<  <   >  >>