للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، ولو إلى أيسر شيء.

وكان - صلى الله عليه وسلم - هين المؤنة، ليَّن الخلق، كريم الطبع، جميل المعاشرة، طلق الوجه بسامًا، متواضعًا من غير ذلة، جوادًا من غير سرف، رقيق القلب رحيمًا بكل مسلم، خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يعود المريض. ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد.

وكان يوم قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف على إكاف من ليف (١).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب، ولقد كان له درع عند يهودي فما وجد ما يفكها حتى مات» (٢).

وكان من تواضعه - صلى الله عليه وسلم - ما رواه أنس بقوله: «كان - صلى الله عليه وسلم - يؤتى بالتمر فيه دود فيفشه يخرج السوس منه» (٣).

وكان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني


(١) مدارج السالكين، ص ٣٤١. وانظر: الشمائل المحمدية للترمذي، ص ٢٨٤ وما بعدها. وفي سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مواقف عظيمة في التواضع ولين الجانب وحسن الخلق.
(٢) رواه الترمذي.
(٣) صحيح الجامع ١/ ٢٧١.

<<  <   >  >>