للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال يحيى بن معاذ: ألا إن العاقل المصيب من عمل ثلاثا: ترك الدنيا قبل أن تتركه وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه (١).

أيها الشاب:

إن إطلاق البصر فيما لا يحل ذنب قد يؤدي بك إلى المهالك وقد ترى أثره في الدنيا قبل الآخرة كما قال حماد بن زيد رضي الله عنه: إذا أذنب العبد بالليل أصبح ومذلته في وجهه (٢).

يا راقدًا الليل مسرورًا بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

أفنى القرون التي كانت مسلطة ... مر الجديدين إقبالاً وإدبارا

يا من يكابد دنيا لا مقام بها ... يمسي ويصبح في دنياه سيارا

كم قد أبادت صروف الدهر من ... ملك قد كان في الأرض نفاعا

وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان، ووقوع صورة المنظور في قلب الناظر؛ فيحدث أنواعا من الفساد في قلب العبد.

منها: ما ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في المسند: "والنظرة سهم من سهام إبليس؛ فمن غض بصره لله أورثه حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه" (٣).

منها: دخول الشيطان مع النظرة، فإنه ينفذ معها أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي، ليزين صورة المنظور، ويجعلها صنما


(١) صفة الصفوة (٤/ ٩٤).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) الزهر الفائح (٩٥).

<<  <   >  >>